بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله، تحية مباركة نهديها لكم في مطلع حلقة من هذا البرنامج، نستنير فيها بطائفة من النصوص الشريفة التي تهدينا الى أحب الأخلاق التي يحبها الله تبارك وتعالى لعباده وهو خلق (الحب في الله والبغض في الله).
ومعنى هذا الخلق الكريم هو أن نجعل مشاعرنا تابعة لما يحبه الله عزوجل في جميع علاقاتنا وموقفنا على الصعيد الفردي والإجتماعي. وهذا هو أوثق عرى الإيمان، أي أقوى الوسائل التي تحفظ إيمان المؤمن وتقويه.
وهذا ما صرح به حبيبنا المصطفى المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار في الحديث الذي نقرأه لكم بعد قليل فتابعونا مشكورين:
روى المحدثون الأجلاء البرقي في كتاب المحاسن والكليني في كتاب الكافي والصدوق في كتاب معاني الأخبار بأسانيد عدة عن مولانا الصادق –عليه السلام- قال:
قال رسول الله –صلى الله عليه وآله- لأصحابه:أيّ عرى الإيمان أوثق؟ فقالوا: الله وسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة، وقال بعضهم: الزكاة، وقال بعضهم: الصوم، وقال بعضهم: الحج والعمرة، وقال بعضهم: الجهاد.
فقال رسول الله –صلى الله عليه وآله-:
لكل ما قلتم فضل وليس به {يعني ليس به أقوى عرى الايمان}، ولكن أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله والبغض في الله، وتوالي أولياء الله والتبري من أعداء الله عزوجل.
مستمعينا الأفاضل، ويهدينا الهادي المختار صلوات ربي عليه وآله الأطهار الى أن الإلتزام بهذا الخلق النبيل وسيلة الفوز بكرامة أن يصبح من (أصفياء الله).
أجل، فقد روي في كتابي المحاسن والكافي عن مولانا محمد الباقر –عليه السلام- قال: (قال رسول الله –صلى الله عليه وآله):
"ودّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان، ومن أحبّ في الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله".
أيها الأطائب، ومعنى الإعطاء والمنع في الله تبارك وتعالى هو أن يعطي المؤمن الذين أمر الله بصلتهم ويمنع من أمر الله بمنعهم، فيكون الله عزوجل هو معيار إنفاقاته وليس مشاعره ومصالحه الذاتية.
والتحلي بهذا من مصاديق إكتمال الإيمان كما روي في المصدرين السابقين عن مولانا الإمام جعفر الصادق –سلام الله عليه- أنه قال:
"من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فهو ممن كمل إيمانه".
وقال –عليه السلام- في حديث آخر:
"ما إلتقى مؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حباً لأخيه".
جعلنا الله وإياكم أيها الأحبة ممن يحب في الله ويبغض في الله ولله ببركة مودة صفوة الله محمد وآله الطاهرين –صلوات الله عليهم أجمعين-.
أمين، شكراً لكم أعزاءنا مستمعي وإذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية فيايران على طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق.
تقبل الله أعمالكم ودمتم آمنين.