البث المباشر

خلق (كظم الغيظ) عز المؤمن

الأربعاء 2 أكتوبر 2019 - 09:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 28

 السلام عليكم أحبتنا ورحمة الله، تحية طيبة وأهلا بكم في لقاء اليوم من برنامجكم. ننور قلوبنا بطائفة من الأحاديث الشريفة المبينة للآثار الطيبة التي يعود بها خلق (كظم الغيظ) على صاحبه.
ونمهد لهذه الأحاديث بذكر ما قاله المولى الشيخ محمد صالح المازندراني في كتابه القيم (شرح أصول الكافي) ضمن شرحه لأحد هذه الأحاديث، قال – رضوان الله عليه –: "كظم الغيظ رده وحبسه، وهو من فضائل القوة الغضبية وأعظم الخصائل البشرية".
نقرأ أولا مستمعينا الأفاضل في كتاب (المجازات النبوية) لجامع كتاب نهج البلاغة السيد الشريف الرضي – رضوان الله عليه – قول رسول الله – صلى الله عليه وآله –: "ما من جرعة أحب إلى الله سبحانه من جرعة غيظ يكظمها عبد". قال الشريف الرضي معلقا على هذا الحديث: "كأنه عليه الصلاة والسلام جعل كظم الغيظ بمنزلة الجرعة المؤثرة التي يجرعها الإنسان فيجد مذاقها مرا ويجد غبها – أي عاقبتها – حلوا".
ونقرأ في الكافي حديث إمامنا الباقر – عليه السلام – قال: "قال لي أبي: يا بني ما من شيء أقر لعين أبيك من جرعة غيظ عاقبتها صبر".
وفيه أيضا عن مولانا الصادق قال – عليه السلام –: "ما من جرعة يتجرعها العبد أحب إلى الله عزوجل من جرعة غيظ يتجرعها عند ترددها في قلبه إما بصبر وإما بحلم".
وتصرح الأحاديث الشريفة بعظمة آثار هذا الخلق الذي يحبه الله عزوجل، وهي آثار تشمل الدنيا والآخرة، فمن آثاره أنه وسيلة للعز والسيادة بين الناس في الدنيا والعز في الآخرة أيضا، نقرأ في كتاب تحف العقول لابن شعبة الحراني – رضي الله عنه – قول إمامنا جعفر الصادق – عليه السلام –: "ثلاث خصال من كن فيه كان سيدا: كظم الغيظ والعفو عن المسيء والصلة بالنفس والمال".
وروى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي عنه – عليه السلام – قال: "ما من عبد كظم غيظا إلا زاده الله عزوجل عزا في الدنيا والآخرة، وقد قال الله عزوجل "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، (آل عمران ۱۳٤) وأثابه الله الجنة مكان غيظه ذلك".
وفي كتاب مشكاة الأنوار للطبرسي عن إمامنا الباقر – عليه السلام – قال: "ما ظلم أحد بظلامة فقدر أن يكافئ بها ولم يفعل إلا أبدله الله مكانها عزا".
وفي المقابل فإن عدم التحلي بهذا الخلق سبب للوقوع في الذل الذي يجلب على الإنسان شماتة الأعداء، نقرأ في كتاب (كنز الفوائد) من وصايا لقمان الحكيم لابنه قوله: "يا بني من يرد رضوان الله يسخط نفسه كثيرا ومن لا يسخط نفسه لا يرضي ربه ومن لا يكظم غيظه يشمت به عدوه".
نشكر لكم أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، تقبل الله أعمالكم ودمتم سالمين. 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة