البث المباشر

فاطمة عليها السلام في اية اصحاب الصراط السوي

الإثنين 30 سبتمبر 2019 - 11:07 بتوقيت طهران

اذاعة طهران - فاطمه في القرآن والسنة: الحلقة 30

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله على ما انعم واسدي، وازكى الصلاةِ والسّلامِ على محمّدٍ واله اعلام الهدى. اخوتنا الاعزّة الافاضل، السلامُ عليكم ورحمة اللهِوبركاتُه، واهلا بكم في رحابٍ قرانيةٍ ولائية، تأنس فيها اسماعُنا وافهامُنا بسماع ايات الوحي المبين، مقرونةً بفضائل المصطفى واله الميامين صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه وعليهم اجمعين. ومن تلك الايات المباركات ايها الاخوةُ الاكارم قولُ اللهِ جلّ وعلا في سورة طه: "قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى" وهي الاية الخامسةُ والثلاثون بعد المئة، قيل في معناها: التربُّص هو الانتظار، والصراطُ السويّ هو الطريقُ المستقيم، وهنا يأتي السؤال: يا ترى ما هو الصراطُ المستقيم؟ ومن اصحابُه؟ يجيبُنا على ذلك العالمُ الحنفيّ الحافظ الحسكانيّ في كتابه (شواهدُ التنزيل لقواعد التفضيل) حيث يكتب: اخبَرَنا عقيلُ بن الحسين باسناده عن ابنِ عبّاس قال: اصحابُ الصراط السويّ هُم واللهِ محمّدٌ واهلُ بيته. والصراط السويّ هو الطريقُ الواضحُ الذي لا عوج فيه.
نعم، ايها الاخوةُ الاعزّة، هُم كما يبين ابنُ عبّاس اهلُ الهداية التي لا ضلال فيها، وهم اصحاب الصراط المستقيم، والنهج القويم، الواضح الذي لا عوج فيه، وكاننّا اخوتنا الاحبّة نجد ابنُ عبّاسٍ يريد ان يقول: هم اصحابُ العصمة الكاملة، وهم اهلُ البيت النبويّ، اي محمّدٌ وعلي وفاطمةُ والحسنُ والحسين والتسعة المعصومون الائمّةُ الهداةُ من ذرية الحسين، صلواتُ الله عليهم اجمعين. وبين ايدينا على ما نقول دلائلُ واشارات بينات، نستظهر منها بوضوحٍ انّهم السبيلُ الاعظم، والصراط الاقوم، نتبين ذلك بعد هذه الوقفة القصيرة.
اخوتنا المؤمنين الاعزّاء، نعود معا الى (شواهد التنزيل) فنقرأ للحافظ الحسكانيّ الحنفيّ روايةً هذا نُصّها بسندها، اخبرنا ابوجعفرٍ محمّدُ بنُ علي الفقيه، باسناده عن جابر بن عبدالله الانصاريّ قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه واله وسلّم: "انّ اللهَ جعل علياً وزوجتَه وابناءه حجج اللهِ على خلقه، وهم ابوابُ العلم في امّتي ومن اهتدى بهم هديَ الى صراطٍ مستقيم". هكذا يتّضح الامرُ جليا، وفيه انّ الصدّيقة الزهراءَ فاطمةَ عليها السلام بالضرورة وهي بضعةُ سيد الكائنات، وسيدةُ نساء العالمين في جميعِ النَّشآت، هي من اصحابِ الصراطِ السويّ، وهم محمّدٌ والُ محمّد، الهداةُ الى الله جلّ وعلا، والدعاةُ الى رضوانه، والسبيلُ الحقُّ اليه، والزهراءُ فاطمةُ محورُ اهل البيت الذينَ اذهبَ اللهُ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، وتلك هي العصمة ولو فرّ من عنوانها البعض، واولئك هم اهلها اهل بيت المصطفى صلّى الله عليه واله، روى الحاكم النَّيسابوريُّ الشافعيّ في الجزء الثاني من كتابه (المستدرك على الصحيحين) عن امّ سلمة انّها قالت: في بيتي نزلت هذه الاية: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً". قالت: فارسلَ رسولُ الله صلّى الله عليه واله الى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: "اللهمّ هؤلاء اهل بيتي". قالت امُّ سلمة: يا رسولَ الله، ما انا من اهلِ البيت؟ قال: "انّك الى خير، وهؤلاء اهلُ بيتي، اللهمّ الُ بيتي احقّ". وفي رواية السيوطيّ الشافعيّ في (الدرّ المنثور) قالت: يا رسولَ الله، الستُ من اهل البيت؟ فقال: "انّكِ الى خير، انّك من ازواجِ النبيّ". وفي روايةٍ اخرى للحافظ السيوطيّ ايضا قال فيها: اخرج الحكيم الترمذيّ والطبرانيّ، وابنُ مردويه، وابونُعيم الاصفهانيّ، والبيهقيّ في (الدلائل) عن ابنِ عبّاس، انّ النبيّ صلى الله عليه واله قال في ظلّ آية التطهير: "انا واهلُ بيتي مطهّرون من الذّنوب".
ويبقى اهلُ البيت وفيهم فاطمةُ الزهراء صلواتُ الله عليهم وعليها مصداقَ كلِّ فضيلةٍ وردت في كتابِ الله تبارك وتعالى، بل مصداقُها الاعلى، والاكمل والاسمى، فمثلا نقرأ في ظلّ الاياتِ المباركاتِ الاوّلِ من سورة (المؤمنون) قوله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{۱} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{۲}"، الى قوله تعالى: "أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ{۱۰} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{۱۱}"، الايات:۱-۱۱. في (كنز جامع الفوائد) او تأويل الايات الظاهرة، في (فضائل العترة الطاهرة) للسيد شرف الدين على الحسينيّ النجفيّ، عن ابي الحسن موسى الكاظم عن ابيه الصادق عليهما السلام قال: "نزلت اي الايات الشريفة السابقة، في رسول الله صلّى الله عليه واله، وفي امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام". وفي ظلّ الاية الحادية عشرة بعد المئة من سورة المؤمنون، وهي قوله تعالى: "إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ". ذكر الحاكم الحسكانيّ سندا اخره: اخبرنا سفيان الثوريّ، عن منصور عن ابراهيم ، عن علقمة، عن الصحابيّ المعروف عبدالله بن مسعود في قوله تعالى: "إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا" قال: يعني جزيتهم بالجنّة اليوم بصبر علي بن ابي طالب وفاطمة والحسن والحسين في الدنيا على الطاعات، وعلى الجوع والفقر، وبما صبروا عن المعاصي، وصبروا على البلاء لله في الدنيا. وروى ذلك ايضا: ابن شهر اشوب في (مناقب ال ابي طالب)، والسيد هاشم البحراني في (تفسير البرهان)، والشيخ المجلسيّ في (بحار الانوار).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة