يا نفس يا نفس؛ اسمعي مني عتاب ناصح رفيق ولائم شفيق؛ وأجيبيني؛ كيف تنكرين احسان ربك الرؤوف فتعصيه؛ اليس هذا العصيان من قلة الحياء وندرة الوفاء؟
ان كنت قد عصيت امر ربك الرحيم وانت تعلمين باطلاعه فلقد كفرت بمولاك.
اما سمعت وصية امام الرحمة وقائد الخير والبركة صلوات الله عليه واله حيث قال: اعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه لايراك.
يا نفس فاين الحياء ممن لاتخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء؟!
وأين الوفاء لمن انعم عليك بكل هذه النعماء والالاء؟!
يا نفس يا نفس، اترين لو واجهك احدا من جلسائك ممن تقدرين عليه بعمل تمقتيه، او عاملك بتصرف تكرهيه الست كنت تصبين نيران غضبك عليه؟! فباي جراة تتعرضين لمقت الله وعذابه بارتكاب نواهيه؟! وباي قوة تذهبين الى محال شدة عقابه بفعل ما لايرضيه؟!
ابك طاقة على تحمل عذابه الاليم وهو الجبار العظيم؟! ام بك قدرة على تجرع الضريع والزقوم والحميم؟
يا نفس يا نفس؛ اما سمعت بحكاية ابن البصمة؟! كان الرجل محاسباً لنفسه في اكثر اوقاته، فحسب يوماً ما مضى من عمره فاذا هو ستون عاماً، فحسب ايامها فكانت احدى وعشرين الف يوم وخمسمائة يوم، فحسب انه لو كان قد اذنب في كل يوم ذنباً واحداً من غيبة او بهتان او عثرة لسان او سكوت عن حق او نظرة حرام فقال: يا ويلتي أألقى مالكاً خازن النيران بأحدى وعشرين ألفاً وخمسمائة ذنب! ثم صعق صعقة كانت فيها نفسه!
فيا نفس، توبي الى الله توبة نصوحاً فهو التواب الرحيم.