مزار ومقصد، هي كربلاء. واتيانها تنقية وتطهير والصلاة فيها عروج وبلوغ والحسين صلوات الله عليه، هو الحسين: عزيز الله واثيره في الدارين.
في " كامل الزيارات" عن صفوان الجمال في حديث طويل، عن الامام الصادق (ع)، قال:
قلت له: فما لمن صلى عنده؟ ـ يعني الحسين (ع).
قال: من صلى عنده ركعتين. لم يسأل الله شيئاً الا اعطاه اياه.
فقلت: فما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم اتاه؟
قال (ع): اذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده. تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته امه.
قلت: فما لمن جهز اليه ولم يخرج لعلة؟
قال: يعطيه الله بكل درهم انفقه مثل احد من الحسنات، ويخلف عليه اضعاف ما انفق، ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل، ويحفظ في ماله.
تظل فاجعة كربلاء توصف، ولا ينتهي لها وصف. وتظل الوقائع الحسينية الملحمية المذلة ترسم بالكلمات، فتنفذ قدرة الكلمات على الرسم. ولا ينفذ ذكر الحسين سلام الله عليه.
هذه المرة مع ما رسمته كلمات علي بن عبد الحميد من القرن الثامن:
ايحسن من بعد الفراق سرور؟!
وكيف..وعيشي بعد ذاك مريرا
اعاذل، خلي اللوم عني..فانه
اصابك اثم ـ لوعلمت ـ كبير
أأنسى مصاب السبط، نفسي فدؤه
مصاب له قتل النفوس حقير
ابى الذل لما حاولوا منه بيعة
وان حسينا بالاباء جدير
ووافاهم..حتى اناخ بكربلا
على انهم عون له ونصير
فأصبح يدعو: هل من مغيث يغيثنا؟
فقل مجيبوه، وعز نصير
ولم انسه يوم الهياج..كانه
هزير له وقع السيوف زئير
يكر عليهم، والحسام بكفه
فلم ير الا صارخ وعفير
وراح الى نحو الخيام مودعا
يهمهم بالقران حيث يسير
فقمن اليه الفاطميات حسرا
يفدينه..والمعولات كثير
فقال: استعينو بالاله، فانه
عليم ـ لعمري ـ مشفق وحذير
فلما اقل الطفل يطلب لثمه
ومن حوله خيل العداة تدور
رموه بسهم، ظل منه معفرا
وظل دم الاوداج منه يفور
فقال: الهي، انت اعلم بالذي
لقيت، وهذا في رضاك يسير
وشد عليهم شدة علوية
تكاد لها الصم الصلاد تمور
فقاتلهم فردا وحيدا، وهم اذا
ثلاثون الفا: دارع مبير
له زجل كالرعد، والبرق سيفه
فيمطرهم حتفا لهم.. فيبير
ذوابله شهب الشياطين..كلما
دنا منه شيطان رمته شرور
فلما راواان لاوصول الى الذي
يريدون، والامرالمراد خطير
رموه بسهم طاح في وسط لبه
وآخر في نحر الحسين يفور
فخر صريعا لليدين، مرمل
الترائب..لايلوي عليه نصير
فياذلة الاسلام من بعد
يالك رزء في الانام خطير
واي حياة بعد ذا الرزء ترجى
واي فؤاد يعتريه سرور؟!
فيا عبرتي سحي، وياحرقتي ازددي
ويا نفس ذوبي؛ فالمصاب كبير