البث المباشر

مرثية الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 15:04 بتوقيت طهران
مرثية الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 35


مزاره القدسي في كربلاء يعلم الله مافيه من نور الرحمة ورحمة النور.
ومزار سيد الشهداء صلوات الله عليه سيّد في المزارات. إنها فرصة نفيسة تغتنم هي زيارة بقعة الامام السبط المظلوم الذي فتح للعالم وللخليقة باباً للرحمة الالهية الخاصّة، لم يُفتح من قبل.
عن سدير، عن الامام الصادق(ع) أنه قال: يا سدير، تزور قبر الحسين عليه السلام في كلّ يوم؟
قلت: لا.
قال: ما أجفاكم!
قال: تزوره في كلّ جُمُعة؟
قلت: لا.
قال: تزوره في كل شهر؟
قلت: لا.
قال: فتزوره في كل سنة؟
قلت: قد يكون ذلك.
قال عليه السلام: يا سدير، ما أجفاكم بالحسين(ع)! أما علمت أنّ لله ألف ملكٍ شُعثاً غُبراً يبكون ويرْثون لا يفترون زواراً لقبر الحسين(ع)، وثوابهم لمن زاره؟!
(تائية) من مراثي سيّد شباب اهل الجنة صفيِّ الله الحسين سلام الله عليه: قالها العالم المرجع الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء حزناً وحميّة وافتخاراً بمآثر أبي عبد الله الشهيد عليه السلام، وأولها:

نفس أذابتها أسى حسراتها

فجرت بها مُحمِرة ً عَبَراتُها

وفيها يقول، ذاكراً الركب الحسيني المقدس:

حتى إذا نزلوا العراق، فأشرقت

أكنافها، وزهت بهم عَرَصاتها

ضربوا الخيام بكربلا... وعليهم

قد خيّمت ببلائها كرُباتها

وأتت بنو حرب تروم ـ ودون ما

رامت تخرّ من السما طبقاتها

رمت بأن تعنو لها سَفَهاً، وهل

تعنو لشرّ عبديها ساداتها؟!

وتسومها أما الخضوع أو الردى

عِزاً، وهل غير الاباء سماتها؟

فأبوا... وهل من عزة ٍ أو ذلة

إلا وهم آباؤها، وأباتها؟!

وتقحموا ليل الحروب، فأشرقتْ

بوجوههم وسيوفهم ظلماتها

 

وبأسرة ٍ من آل احمد فتية

صينت ببذل نفوسها فتيانها

يتضاحكون الى المنون، كأن في

راحاتِها قد أُترعت راحاتُها

وترى الصهيل مع الصَّليل، كأنه

فيهم قيان رُجِّعت نغماتها

وكأنما سمر الرماح معاطف

فتمايلت لعناقها قاماتها

وكأنما حمرُ النصول أنامل

قد خضَّبتها عندما ً كاساتها

وتزاحفوا يتنافسون على لقى

الآجال ِ... تحسبُ أنها عاداتها

بأكفها عوجُ الاسنّة ِ ركَّع

ولها الفوارس سُجَّد هاماتها

حتى اذا وافت حقوق وفائها

وعلت بفردوس العلى درجاتُها

شاء الاله... فنُكّست أعلامها

وجرى القضاء... فنُكصَت راياتها

وهوت... كما انهالت على وجه

الثرى ـ من صُمِّ شاهقة الذرى - هضباتها

وغدت تُقسم بالظبى اشلاؤها

لكن تزيد طلاقة ً قسماتها

 

ثم انثنى فرداً ابو السجاد،

فاجتمعت عليه طغامها وطُغاتها

نثرالرؤوس بسيفه، ونُظمن من

يسلك القنا لقلوبهم حبّاتها

يروي الثرى بدمائهم، وحشاه من

ظمأ تطاير شُعلة ً قطعاتها

واحرَّ قلبي يا ابن بنت محمد ٍ

لك، والعدى بك أنجحت طلباتها

منعتك من نيل الفرات، فلا هنا

للناس بعدك نِيلها وفراتها

وعلى الثنايا منك يلعب عودها

وبرأسك السامي تشال قناتها

يا هل ترى مُضراً درت ماذا

لقت في كربلا أبناؤها وبناتها؟!

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة