البث المباشر

مرثية حسينية للشيخ أحمد الوائلي

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 15:03 بتوقيت طهران
مرثية حسينية للشيخ أحمد الوائلي

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 34

الدمع تذرفه العين على اهل بيت محمد صلوات الله عليه وعليهم... دمع طاهر مطهر. لأن موضوع هذا الدمع المذروف حزناً وتأسياً ... هو من طهَّرهم الله عزوجل انقى التطهير وأبقى التطهير، بشهادة القرآن العظيم اذ قال عزّ وجلّ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا».
في مجالس الشيخ المفيد رضوان الله عليه عن احمد بن يحيى الاوديّ، عن مخول بن ابراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن ابيه، عن الحسين بن علي عليهما السلام، قال: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا ّ بوّأه الله بها في الجنة حقباً.
قال احمد بن يحيى الاودي راوي الحديث: فرأيت الحسين بن علي عليهما السلام في المنام، فقلت: حدثني مخول بن ابراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن ابيه، عنك أنك قلت: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا ّ بوّأه الله بها في الجنة حقباً.
قال(ع): نعم.
قلت: سقط الإسناد بيني وبينك.
هذه صرخة احتجاج حارّة، وندبة افتخار مُزدهية.. ارتفعت من حنجرة الشيخ احمد الوائلي رحمة الله عليه:

الجراحات والدم المطلول

اينعت، فالزمان منها خميلُ

والدم الحرُّ صرخة تُنبئ

الاحـرار والثائرين: هذا السبيل!

يا ابا الطف، يا نجيعاً إلى الآنَ

تهادى على شذاهُ الرُّمولُ

توَّج الارض بالفتوح،

فللرمـل ِعلى كل حبة ٍ إكليلُ

أرجفوا انك القتيل المُدمّى

أو من يُنشئ الحياة قتيلُ ؟‍!

كذبوا؛ كلُّ ومضة ٍ من سيوف

الحقِّ ـ في فاحم الدُّجىـ قنديلُ

يا ابا الطف ِّ، ساحة الطف تبقى

وعليها مشاهد لا تزول ُ

وستبقى يرويك للدهر مجداً

الدمُ الحرُّ والحسامُ الصَّقيلُ

 

يا أبا الطفِّ، واهتززت لمرآك

وقد أطبقت عليك الذحولُ

ينتحي رمحك الخميس فيلوي

ويوليّ خلف الرعيل ِ الرَّعيلُ

كلما جدّت الخطوب تصدّى

منك عزم صُلب وباع طويلُ

والى ان هويتَ يطعنك الحقـدُ،

ويلهو بشلوك التمثيلُ

والهدير الشجاعُ عندك ما انفكّ،

وطبع عند السيوف الصَّليل ُ

يا ابا الطفِّ، وازدهى بالضحايا

من أديم الطفوف، روض خضيلُ

نخبة من صحابة، وشقيق

ورضيع مطوَّق، وشبولُ

والشباب الفينانُ جفَّ وغاضت

طلعة حلوة ووجه جميل ُ

وتمشّيت تستبين الضحايا

وزواكي الدماء منها تسيلُ

ومشت في شفاهك الغرِّ نجوى

نمّ عنها التحميد والتهليل ُ:

لك عتبى يا ربِّ إنْ كان يرضيـكَ،

فهذا الى رضاك قليلُ

وسجا الليل... والرجال ضحايا

والنساء المخدَّرات ذُهولُ

واليتامى تشرُّد وضياع

والثكالى مدامع وعويلُ

وبقايا مخيّم من رماد

وقيود يئنّ منها عليل ُ

وزنود قست عليها سياط

وجسوم يضرى بها التنكيلُ

ودم... شاطئ الفرات سيبقى

الدهر يرويه، والربى والنخيلُ

يا ابا الطفِّ، هذه خطرات ُ

أنت فيها لي الهدى والدليلُ

وانا تلكم الصنيعة... تمتارُ

فروعي من فيضكم والاصولُ

أنا رقُّ لكم، وانتم مآلي

ولأهليه كلُّ رق ٍٍ يؤولُ

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة