وكانت التهمة التي وجهتها سلطات الاحتلال للبرغوثي هي التحريض والإشادة بالشهداء والتأييد للأمين العّام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وبناءً على طلب النيابة العسكريّة التابِعة للاحتلال الصهيوني مددت محكمة عوفر العسكرية اعتقال الأسيرة الدكتورة البرغوثي (61 عامًا) من سكان بلدة كوبر شمال غرب رام الله، وذلك مدة أسبوعين حتى تاريخ 24/9/2019، بحجة استكمال الإجراءات القضائية بحقها.
وحسب مؤسسة الضمير الحقوقية فقد تضمنت اللائحة تهم التحريض والإشادة بالشهداء وخاصة الشهيد صالح البرغوثي من خلال نشرها لقصائد على موقع التواصل الاجتماعي، إضافة لتأييد الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، السيد حسن نصر الله من خلال الإشادة به في خاطرةٍ بمناسبة عيد ميلاده، قامت بنشرها على موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك).
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الدكتورة البرغوثي من منزلها في قرية كوبر قضاء رام الله في الفاتح من أيلول (سبتمبر) الحالي بعد مرور يومٍ على اعتقال نجلها الأكبر كرمل وأسبوعين على اعتقال نجلها الأصغر قسام اللذين لا زالا يخضعان لتحقيق مكثف في مركز تحقيق "المسكوبية" بالقدس المُحتلّة في ظروفٍ مشددةٍ.
وأحاط العشرات من جنود الاحتلال الصهيوني بمنزل البرغوثي من جميع الجهات، ثمّ قاموا باعتقالها لتلحق بنجليها كرمل، وقسام اللذين اعتقلا في وقتٍ سابقٍ.
ومن الجدير بالذكر أنّ الدكتورة وداد البرغوثي روائية وشاعرة، فضلاً عن كونها إعلامية وأستاذة في كلية الإعلام في جامعة بير زيت، وصدرت لها روايات: "ذاكرة لا تخون"، "الوجوه الأخرى"، "تل الحكايا".
عُلاوةً على ذلك، جاء من مركز الأسرى أنّ الدكتورة وداد البرغوثي تُعاني من مرض السكري وضغط الدم العالي، ولكنّها بمُوازاة ذلك، معروفة بصلابة مواقفها في كلّ ما يتعلّق بالاحتلال الصهيوني.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد كثف من اقتحاماته ومداهماته لبلدة كوبر، خلال الأيام الماضية، خصوصًا بعد عملية "عين بوبين" في قرية دير ابزيع (غرب رام الله)، التي وقعت في 23 من شهر آب (أغسطس) الماضي، وأدّت إلى مقتل مستوطنةٍ وإصابة مستوطنين اثنين آخرين بجراحٍ، جرّاء انفجار عبوةٍ ناسفةٍ زرعت على مقربة من الطريق الرئيسيّ هناك، حيثُ اعتبرتها المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة بأنّها عملية نوعيّة، ولم تتمكّن حتى اللحظة من معرفة فيما إذا كانت العملية فرديّةً أوْ تمّ تنفيذها من قبل تنظيمٍ فلسطينيٍّ، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام العبريّة، نقلاً عن المصادر العسكريّة في تل أبيب.
في السياق عينه، استنكرت جامعة بير زيت اعتقال قوات الاحتلال أستاذة الإعلام الدكتورة وداد البرغوثي من منزلها في قرية كوبر، بعد ساعات من اعتقال ابنها كرمل، وأيام من اعتقال ابنها الثاني قسام، كما أدانت اعتقال طالبة الإعلام في الجامعة ميس أبو غوش.
وقالت جامعة بير زيت في بيانٍ رسميٍّ إنّ اعتقال الدكتورة البرغوثي والطالبة أبو غوش يأتي في سياق استهداف الاحتلال الدائم لكلّ كلمةٍ حرّةٍ ومناوئةٍ له ولاستطالته وتجلياته، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ زملاء الدكتورة وداد وطلبتها واثقون بعودتها إلى مكتبها وقاعات الدرس أقوى وأكثر حيوية وطاقة وعطاء.
ومن جهتها، طالبت حملة الحقّ في التعليم المؤسسات الحقوقية بالضغط على قوات الاحتلال للإفراج عن البرغوثي وأبو غوش وكل معتقلي جامعة بير زيت.