البث المباشر

شرح فقرة: يا مختار، يا فتاح، يا نفاح

الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 14:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا مختار، يا فتاح، يا نفاح " من دعاء الجوشن الكبير.

 

لا نزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ختم بالعبارات الآتية: (يا مختار، يا فتـّّاح، يا نفّاح، يا مرتاح). هذه المظاهر من عظمة الله تعالي ورحمته، نبدأ الآن بالقاء الاضاءة حيال دلالاتها، ونبدأ ذلك بعبارة (يا مختار). فماذا نستلهم منها؟
المختار، هو من الاختيار، ومن الخيرة، ونحو ذلك، وهو يعني: اما (الافضلية) او (الخير) أو الانتقاء للشيء، وفي ضوء هذه الدلالات اللغوية، يمكننا ان نذهب الي ان عبارة (مختار) هي من الفضل والخير والانتخاب، واياً لاحظنا فانّ الله تعالي هو: صاحب الفضل والخير والانتحاب لما هو صالح للوجود وللبشرية وللمخلوقات اجمع. 
ان الله تعالي مثلاً حينما يختار لأحدنا هذا الشيء او ذاك، فان الخير - بلا شاء - هو المتعين فيما يختاره تعالي والامر كذلك اذا اخذنا المختار بمعني الفضل، أي: صاحب الفضل، وهكذا. 
والمهم بعد ذلك هو: ان نربط بين هذا المظهر وما يليه، وهو عبارة (يا فتاح) وكذلك عبارة (يا نفاح)، حيث نجد هاتين العبارتين ترتبطان بعبارة (يا مختار) بالنحو الذي سنحدثك عنه الآن. 
ان الله تعالي هو صاحب الخير او الفضل والاختيار لعبده ما هو الصالح له، وهي ما توحيه كلمة (مختار)، فاذا اضفنا الي ذلك كلمة (فتـّاح)، حينئذ فان الفتح والاستفتاح بالخير يظل في الصميم من صفة (مختار) ايضاً، لأن الفتح اساساً هو: العطاء من الله تعالي، سواءاً كان العطاء افتتاحاً لما هو: معنوي او مادي او هما، بصفة ان الاستفتاح هو تعبير عن جملة عطاءات، منها: طلب النصر، والرزق والحق، وهي دلالات تتجانس مع صفة (مختار) التي تعني ما هو صالح ومنتقي وفضل.
بعد ذلك نواجه كلمة (نفـّاح)، وهي بدورها تتجانس مع ما سبقها من المظاهر، حيث ورد في اللغة بان (النفـّاح) هو: صيغة مبالغة لكثير النفحات اي: العطايا. اذن العطاء يظل متجانساً تماماً مع ما سبقه من معاني المظاهر السابقة وهي: المختار والفتاح، حيث ان الفضل والخير وطلب النصر، تتجانس مع العطاء الذي هو: من ابرز مصاديق (الرحمة) من الله تعالي. 
اخيراً نواجه عبارة (يا مرتاح)، فماذا نستخلص منها؟
النصوص اللغوية تشير الي ان احد معاني (الراحة)، او الروح هو: الرحمة، ومنها: الاقبال علي الشيء، ومنها: منح المعروف، ومنها: الفرح بالشيء، وهذا يعني ان الله تعالي رحيم بعباده، يفرح بصدور التوبة مثلاً من عباده، يمنح المعروف لهم، يقبل علي من اقبل عليه.
بعد ذلك نواجه مقطعاً جديداً من دعاء (الجوشن) هو: (يا من خلقني وسوانّي، يا من رزقني ورباني، يا من اطعمني وسقاني، يا من قرّبني وادناني، ...) ان هذه العبارات وما يليها تظل - كما هو سائر مقاطع الدعاء - متجانسة فيما بينها من حيث السمات، ومن حيث الصياغة التعبيرية ايضاً، اي: التجانس في الصياغة اللفظية للعبارات مثل: الاستهلال بعبارة (يا من) في جميع المقطع، والاختتام بالعبارة الازدواجية او الثنائية، مثل (خلقني وسوّاني) و (رزقني وربّاني).
والمهم ان نقف عند هذا المقطع البادئ بعبارة (يا من خلقني وسوّاني) وهي عبارة يطلق عليها في مصطلح اللغة الادبية (القناص) أو الاقتباس او التضمين، حيث ترتبط ما بالعبارة القرآنية الكريمة «الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى»، وهو ما نحدثك به في لقاء لاحق ان شاء الله تعالي. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة