قد استوى سلطان اقليم الرّضا
باليمن والعزِّ على عرش القضا
عرش الخلافة الالهيِّة في
عباده فياله من شرفٍ
لا بل على اريكة الهويَّة
ومركز المشَّية الفعليَّة
له الولاية المحمًَّديَّة
في سرِّ ذاته على البريَّة
ولاية التَّكوين والابداع
اكرم بهذا الملك المطاع
اذ يده العليا يد الايادي
فهو مثال مبدء المبادي
اسمائه الحسنى له صفات
وهي لذاته تجلِّيات
سلطانه على الورى سلطانه
فما اعزَّه تعالى شأنه
اعظم ما احبَّ ان يعرف به
في ذاته وفي معالي رتبته
فهو من الكنز الخفيِّ الباهر
ذاتاً ووصفاً اعظم المظاهر
مقامه الرَّفيع في اعلى القلم
ولوح ذاته صحيفة الحكم
فاتحة الكتاب في الجلالة
اذ هو سرُّّ خاتم الرِّسالة
بل نقطة الباهي في عين الرِّضا
فانَّه سرُّ ابيه المرتضى
آيات كبريائه والعظمة
بينةٌ في الزُّبُرِ المعظَّمة
صحيفة الوجود من آياته
لطيفة الشُّهود سرُّ ذاته
ومحكمات الكلمات الباهرة
لذاته العليا شؤن ظاهرةٌ
والحرف عالياته مرتسمةٌ
في ذاته العليِّ قدراً وسمةَ
تحكي عن الغيب المصون ذاته
تعرب عن شؤنه صفاته
ظهوره ظهور نور النٌور
فلا اتَّم منه في الظُّهور
شمس سماء عالم اللّاهوت
والقمر الزّاهر في النّاسوت
والملكوت من ظلال نوره
والملك كلُّه فناء طوره
والجبروت كالمسخَّرات
لا مره في المحو والاثبات
والعرش والسَّبع العلى مرقاته
غرَّته نور رواق العظمة
ديباجة الكون بها منتظمة
طلعته مطلع انوار الهدى
ولا ترى لها افولاً ابداً
ووجهه قبلة كلِّ عارف
ومستجار كعبة المعارف
وفي محيّاه حياة الاوليا
وكيف وهو روح خير الانبيا
وعينه عين الرِّضاء بالقضا
نفسي لك الفداء يا عين الرِّضا
ولا تسل عن قلبه السَّليم
اذ لا تنال نقطة التسَّليم
وهو بما فيه من الجواهر
ممثَّل الكنز الخفيِّ الباهر
جلَّ عن الحدود والرُّسوم
ما فيه من جواهر العلوم
مفاتح الغيوب في لسانه
مصابح الشُّهود في بيانه
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.