البث المباشر

قصيدة غديرية للناظم قدس سره

الإثنين 5 يوليو 2021 - 16:30 بتوقيت طهران
قصيدة غديرية للناظم قدس سره

إذاعة طهران-المدائح العلوية:

اكرم بيوم الغدير عيداً

 

لك الهنا دم به سعيداً

 

وعش باصفى عيش واهنى

 

فالعيش فيه غدا رغيداً

 

بنعمة الله فيه حدّث

 

واشكر لتستوجب المزيدا

 

فالدّين قد نال منه حظّاً

 

لازال غضّاً به جديداً

 

يوم به الحقّ قد تجلىّ

 

وقد غدا غيبه شهوداً

 

يوم به الدِّين قد تعالى

 

ونال من سعده سعوداً

 

يوم بدا فيه سرّ قدس

 

كالصبح اذ مثَّل العمودا

 

فشاهدوا فيه طود نور

 

من غير ان يسمعوا رعيداً

 

واشرقت ذروة المعالي

 

بربها سودداً وجوداً

 

وكم ارادوا ليطفئوه

 

لكن ابى نوره الخمودا

 

وللهدى شيد فيه قصر

 

على التقى لم يزل مشيداً

 

بناه رب السما رفيعاً

 

ليذكروا اسمه المجيدا

 

تروح املاكها وتغدو

 

ببابه ركعاً سجوداً

 

جاز السموات ارتفاعاً

 

وسدرة‌ المنتهى صعوداً

 

وسل لله فيه سيف

 

بحدِّه يقطع الحديدا

 

وفي لظى الحرب وهو فرد

 

يفرِّق الجمع والعديدا

 

وما رأينا لولاه ديناً

 

ولا رسوماً ولا حدوداً

 

لولا نفاق ولا شقاق

 

لم يبق كفراً ولا جحوداً

 

ان كنت تبغي شهود صدق

 

سل عنه بدراً او الوليدا

 

سل خندقاً وابن عبدودٍّ

 

سل خيبراً عنه واليهودا

 

وجاز حد الثنا باحد

 

حيث ارتقى مرتقى بعيداً

 

وفيه فاض الغدير حتى

 

كادت له الارض ان تميدا

 

احيى به الله كل قلب

 

ما كان صلداً ولا حقوداً

 

ويل لمن غاظه الغدير

 

ويل على من ابى الودودا

 

فغن واطرب ألست تسمع

 

من ملكوت السما نشيداً

 

ان السموات راقصات

 

صفق لها ان تكن رشيداً

 

واخضرَّ فيه عود الاماني

 

حيث الغواني ضربن عوداً

 

وطوَّق العزَّ ايَّ عزٍّ

 

بامرة المؤمنين جيداً

 

جيد له ذلَّ كلُّ جيد

 

يقود سلطانه الجنودا

 

اتته من مبدء المبادي

 

خلافة اعقبت وجودا

 

ولاية لا اجلَّ منها

 

ولا عليها ترى مزيداً

 

ولاية معنويَّة لا

 

محيص عنها ولا محيدا

 

لحكمها انقاد كل شيء

 

طوعاً وكرهاً كما اريدا

 

قم وارو عنِّي حديث عهد

 

قد كان ميثاقه اكيداً

 

لمّا اتى الوحي يوم خمِّ

 

وقد حوى الوعد والوعيدا

 

قام نبيُّ الهدى خطيباً

 

وكان ربُّ الورى شهيداً

 

فبلَّغ الامر في علي

 

بكل ما يرغم الحسودا

 

فقال في خطبة تفوق

 

بلفظها الجوهر النَّضيدا

 

الست اولى بكم فقالوا

 

بلى وقد اضمروا الحقودا

 

فقال من كنت مولاه هذا

 

مولاه اكرم به عميداً

 

فقد تغذى بعلم ربِّي

 

اذ كان في بيته وليداً

 

وامره من ماضيه امضى

 

على البرايا بيضاً وسوداً

 

ورأيه في الامور طراً

 

كرمحه قد بدا سديداً

 

به رحى الحقِّ مستدير

 

فقد غدا قطبه الوحيدا

 

له من المكرمات ما لا

 

يحصى بلا مرية عديداً

 

كفاه آي الكتاب مدحاً

 

فلو ارومنَّ لن ازيدا

 

فاهتزَّ عرش العلا لمولى

 

له الورى اصبحوا عبيداً

 

فبايعوه وخالفوه

 

لما رأوا بأسه شديداً

 

وحين غاب النَّبي عنهم

 

اكرم به غائباً فقيداً

 

مالوا عن الحقِّ واستحلوا

 

ذمامه خالفوا العهودا

 

وصالح المؤمنين فيهم

 

اصبح مستضعفاً فريداً

 

لولا القضا ربُّهم اتاهم

 

بصيحة اهلكت ثموداً

 

عوداً على البدء قل وكرِّر

 

اكرم بيوم الغدير عيداً

 

*******


المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة