بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ايها الكرام ورحمة الله، كثيرٌ من سنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصبحت مهجورة، بل أكثر المسلمين استبدلها بما هو أدنى منها، قال تعالى: "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ"البقرة٦۱.
وقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ "الأنفال۲۷.
فلابدّ لمن أراد الهجرة الى ربّه تعالى، أن يتخلّق بأخلاق الله ورسوله وسنن النبيين والصالحين.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " بعثت بمكارم الأخلاق ومحاسنها "، فكلّما ازدادت أخلاق المرء كلّما اقترب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر، وعليه فلابد من معرفة بعض أخلاقه وسننه (صلى الله عليه وآله وسلم)، نذكر منها نزراً بعد لحظات.
*******
من سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المجتمع الإنساني بشكل عام، كان (صلى الله عليه وآله وسلم): خافض الطرف ينظر الى الأرض، ويغضّ بصره بسكينة وأدب، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء لتواضعه بين الناس.
يبادر إلى من لقيه، بالسلام والتحيّة، لأن السلام قبل الكلام، وهو علامة التواضع، وللبادىء بالسلام تسعة وستون حسنة، وللرادّ واحدة.
لا يتكلّم في غير حاجة ومناسبة، ويتحرّج من الكلام كما يتحرّج من الميتة.
تعظم عنده النعمة، ولا يذمّ منها شيئاً، فيشكر النعم ولا يحتقر شيئاً منها مهما كان قليلاً، ولا يذمّها لأنها من الله تعالى.
-جلّ ضحكه التبسّم، فلا يقهقه ولا يرفع صوته كما يفعل أهل الغفلة.
يقول: (أبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته)، حتي لا يكون محجوباً عن حاجات الناس، ويقضيها إن استطاع.
*******
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)، يتفقد أصحابه باستمرار.
وكان يسأل الناس عمّا في الناس ليكون عارفاً بأحوالهم وشؤونهم.
لا يجلس ولا يقوم إلاّ على ذكر- كالاستغفار والتهليل والدعاء- فإنها كفارة المجلس.
يجلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، فهو أقرب إلى التواضع وأبعد عن هوى النفس.
يكرم كلّ جلسائه نصيبه، فلا يكون الإكرام على حساب الآخر.
من سأله حاجة لم يرجع إلاّ بها أو ميسور من القول، فإن قدر عليها قضاها له، وإلاّ أرجعه بكلمة طيّبة أو دعاء أو نصيحة أو إرشاد.
يترك المراء، والمراء هو الطعن في كلام الآخرين بقصد التحقير والإهانة ولإظهار التفوق والكياسة، وسببه العداوة والحسد، ويسبّب النفاق ويمرض القلب.
يترك ما لا يعنيه، فلا يتدخّل أو يقحم نفسه فيما ليس له.
لا يقطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه.
يساوي في النظر والاستماع للناس.
أفصح الناس منطقاً وأحلاهم، وكان يقول: (أنا أفصح العرب، وإنّ أهل الجنّة يتكلّمون بلغة محمّد).
يتكّلم بجوامع الكلم بما يلزم، فلا فضول مضر، ولا إيجاز مخل.
أشجع الناس، وكان ينطلق إلى ما يفزع الناس منه قبلهم، ويحتمي الناس به، وما يكون أحدٌ أقرب الى العدوّ منه.
كثير الحياء.
يبكي خشية من الله عزَّ وجلَّ من غير جرم.
يتوب إلى الله تعالى في كلّ يوم سبعين مرّة، فيقول: (أتوب إلى الله).
يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين، ويصل ذوي رحمه.
اذن اعزاءنا، فلنقتبس من سنن وصفات النبي الاكرم ما فيه صلاح مجتمعنا الاسلامي، والى حلقة أخرى من سنن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) نستودعكم الله والسلام عليكم.
*******