بسم الله الرحمن الرحيم السَّلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله، أهلاً بكم ونحن نلتقي في ظل سنن النبي الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلم)، آملين أن ننهل معاً من هذا المعين الصافي العذب، كلّ ما فيه الخير والسعادة.
وهذه السنن المباركة أحباءنا، تحمل كلّ عبر الحياة الكريمة لهداية البشرية خاصة سالكي هذا الطريق وهنا نورد من سنن النبي الأكرم، نزراً فيما يتعلق بحسن معاشرته وسلوكه الجميل، نحطّ الرحال فيها بعد لحظات.
*******
"ففيما جاء عن معاشرته وسلوكه (صلّى الله عليه وآله وسلم)، روي في كتاب الارشاد للديلمي: كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب الشاه، ويأكل مع العبيد، ويجلس على الأرض ويركب الحمار، ولا يمنعه الحياء أن يحمل حاجته من السوق الى أهله، ويصافح الغنيّ والفقير، ولا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو – أي ذلك الشخص - ويسلّم على من استقبله من كبير وصغير وغني وفقير، ولا يحقر ما دعي اليه ولو الى حشف التمر، وكان خفيف المؤونة كريم الطبيعة جميل المعاشرة طلق الوجه، بشاشاً من غير ضحك، محزوناً من غير عبوس، متواضعاً من غير مذلة، جواداً من غير سرف، رقيق القلب رحيماً بكل مسلم، ولم يتجشأ من شبع قطّ، ولم يمدّ يده الى طمع".
وعن العياشي في تفسيره:
" عن صفوان عن أبي عبدالله (عليه السَّلام) في حديث شريف جاء في جانب منه: "وإذا جلس (صلّى الله عليه وآله وسلم) لم يحلل حبوته حتى يقوم جليسه - والحبوة والحبوة ما يحتبى به أي ما يشتمل به من ثوب أو عمامة ".
*******
وممّا روي في حسن سلوكه وعشرته، ما جاء في المكارم أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان لا يدع أحداً يمشي معه إذا كان راكباً حتى يحمله معه، فإن أبى قال: تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد.
وهكذا كان الرسول القدوة للبشرية في كل جوانب حياته وتصرفاته متكامل الشخصية بأخلاقه العظيمة، رحيماً طّيب المعشر والصفات.
مستمعينا الكرام ندعوكم لمتابعة حلقاتنا القادمة من سنن النبي الاكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) بإذنه تعالى، داعين لكم بالخير والتوفيق والسَّلام عليكم.
*******