البث المباشر

سيد الرسل(ص) في كلام بضعته الزهراء(ع)

السبت 13 يوليو 2019 - 08:52 بتوقيت طهران

اخوتنا الأحبة الأفاضل... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من أقرب الناس الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ابنته فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)، ومن اشبههم يا ترى به منها وهي بضعته، وروحه التي بين جنبيه، وهي احب الخلق اليه! إذن، فمن اولى من الصديقة الكبرى فاطمة أن تتحدث حول المصطفى (صلى الله عليه وآله) او تصفه، أو تذكر فضائله ومعالي مناقبه وبركات آثاره، وهي التي فتحت عينيها الشريفتين على محياه، وعاشت في بيته بيت الوحي والنبوة والرسالة، وظلت في كنفه حتى توفي في حجرتها النورانية العابقة بأنفاس الايمان والعبادة.
فتعالوا ايها الاخوة الأعزة نستمع الى البضعة الطاهرة لنبي الله محمد (صلى الله عليه وآله)، وهي تتحدث عنه.
اخوتنا الأكارم ... اسمى الآباء من كان أباً للروح، يهدي الى الله تعالى، ويضيء الطريق الى مرضاة الله عزوجل، وينقذ من الضلال والهلاك والغواية...
فمن يكون يا ترى غير حبيب الله المصطفى (صلى الله عليه وآله)، ومن بعده وصيه المرتضى (سلام الله عليه)؟!
وهو القائل: «انا وعلي ابوا هذه الأمة، ولحقنا عليهم اعظم من حق ابوي ولادتهم، فإنا ننقذ هم ان اطاعونا من النار، الى دار القرار، ونلحقهم من العبودية بخيار الأحرار».
وتأتي مولاتنا الصديقة فاطمة صلوات ربنا عليها، فتؤكد المعنى في القلوب والعقول والضمائر، فتقول: «أبوا هذه الأمة: محمد وعلي، يقيمان اودهم، وينقذانهم من العذاب الدائم، ان اطاعوهما، ويبيحانهم النعيم الدائم، ان وافقوهما».
نعم والله اخوتنا الأعزاء فهما صلوات الله عليهما اعظم اسباب الهداية، واشرف وسائل الفلاح والسعادة والظفر بمرضاة الله جل وعلا، إن كان من العبادة طاعة لهما، وهي طاعة لله تعالى من خلال تقديس النبوة والامامة.
لذا تدلي فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) نصيحتها لاحدى النساء، بل لكل النساء، ولكل الأجيال، فتقول (سلام الله عليها) لها: ارضي ابوي دينك محمداً وعلياً بسخط ابوي نسبك، ولا ترضي ابوي نسبك بسخط ابوي دينك؛ فإن ابوي نسبك ان سخطا ارضاهما محمد وعلي عليهما السلام بثواب جزء ‌من ألف ألف جزء من ساعة من طاعاتهما، وإن ابوي دينك [محمداً وعلياً] ان سخطا، لم يقدر ابوا نسبك ان يرضياهما؛ لأن ثواب طاعات اهل الدنيا كلهم لا تفي بسخطهما.
واما فضائل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، على هذه الأمة، فأمر لم يحسن احد اداء حق بيانه إلا أهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم)، ومنهم بضعته وتحفته فاطمة البتول (عليها السلام)، حيث قالت في خطبتها الفدكية الشريفة، وهي تذكر الناسين والمتناسين لمآثر المصطفى حتى‌ تنكروا لأهل بيته وعاملوهم بالجفاء والقسوة.
واشهد ان ابي محمداً (صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله، اختاره وانتجبه قبل ان ارسله، وسماه قبل ان اجتباه، واصطفاه قبل ان ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علماً من الله تعالى بمآيل الأمور، واحاطةًًًًًًًًًًًً بحوادث الدهور، ومعرفةً بمواقع المقدور.
ابتعثه الله تعالى اتماماً لأمره، وعزيمةً على إمضاء حكمه، وانفاذاً ‌لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقاً في اديانها، عكفاً على نيرانها، عابدةً لأوثانها، منكرةً لله في عرفانها، فأنار الله بأبي محمد (صلى الله عليه وآله) ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، وانقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم الى الدين القويم، ودعاهم الى الطريق المستقيم.
اجل ايها الإخوة الأفاضل... ذلكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتلك اياديه السخية مازلنا ننعم بها. إذ بذل قصارى جهده في ابلاغ ما امره الله تعالى بإبلاغه، فأتم الحجة على الناس جميعاً، حتى توفاه الله حبيباً، ليبعثه بعد مقاماً محموداً يغبط به الأولون والآخرون، وقد شيع الى ربه متوفىً اهيب تشييع في المتوفين...
حيث قالت ابنته فاطمه (عليها السلام) واصفةً ذلك: ثم قبضه الله اليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وايثار، فمحمد (صلى الله عليه وآله) عن تعب هذه الدار في راحة، قد حف بالملائكة الأبرار، ورضوان الرب الغفار، ومجاورة الملك الجبار، صلى الله على أبي، نبيه، وامينه على الوحي وصفيه، وخيرته من الخلق ورضيه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
نعم، ذلكم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، به استنقذنا الله من الشرك والضلاله، فصلوات الله عليه كما شرفنا به، وصلوات الله عليه كما هدانا به.. وصلوات الله على ابنته فاطمة إذ قالت لا يفاخرها احد:
ايها الناس، اعلموا أني فاطمة، وأبي محمد ... «لقد جاءكم رسول من انفسكم، عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم»، فإن تعزروه وتعرفوه، تجدوه ابي دون نسائكم، (التوبة ۱۲۸) واخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزي اليه (صلى الله عليه وآله)، فبلغ الرسالة صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مدرجة المشركين، ضارباً تبجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسر الاصنام، وينكت الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، حتى تولى الليل عن صبحه، واسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وطاح وشيظ النفاق، وانحلت عقد الكفر والشقاق، وفهمتم بكلمة الاخلاص، في نفر من البيض الخماص. وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطىء الأقدام،.. أذلةً خاسئين «تخافون ان يتخطفكم الناس» من حولكم. فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد (صلى الله عليه وآله) بعد اللتيا والتي!...

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة