البث المباشر

الامام الجواد(عليه السلام) وإحياء أمر الرسول(ص)

السبت 13 يوليو 2019 - 10:19 بتوقيت طهران

اخوتنا الاحبة الاكارم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الامام علي الهادي عليه السلام احد احفاد رسول الله صلى الله عليه وآله جاء ذكره في حديث اللوح الشريف بعد ذكر ابيه الامام محمد الجواد عليه السلام، اذ قال تعالى في هذا الحديث القدسي: (واختم بالسعادة لابنه علي، "أي الهادي"، وليي وناصري، والشاهد في خلقي، واميني على وحيي)، كذلك ورد اسمه الشريف في احاديث جده المصطفى في روايات عديدة نقلتها كتب الشيعة والسنة، انه وصيه بعد الامام الجواد عليه السلام، اذ قال صلى الله عليه وآله: فبعده "أي بعد الجواد" ابنه علي، يدعى بالنقي والهادي.
والان ـ ايها الاخوة الاكارم ـ لنستمع الى ما ذكره الامام علي الهادي سلام الله عليه في شأن جده المصطفى صلى الله عليه وآله .. نقرأ في الكافي الشريف ما رواه الكاليني من ان الامام الهادي عليه السلام ذكر الحكم الالهية من بعثة الانبياء بمعجزات خاصة حتى قال: وان الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله في وقت كان الغالب على اهل عصره الخطب والكلام فاتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما ابطل به قوله، واثبت به الحجة عليهم.
وفي شأن معجزة الرسالة المحمدية ايضاً وهي القرآن ـ وقد سئل: ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس الا فضاضة؟ أي يبقى جديداً، فاجاب الامام الهادي عليه السلام قائلاً: ان الله تعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض الى يوم القيامة.
وقد حرص الامام الهادي كأجداده الطاهرين عليهم افضل الصلاة والسلام على نقل السيرة النبوية الطاهرة الى الناس منزهة عن التشويه والتحريف، قولاً وعملاً وتقريراً.
فقال: اعلموا رحمكم الله انا نظرنا في الآثار وكثرة ما جاءت به الاخبار، فوجدناها عند جميع من ينتحل الاسلام ممن يعقل عن الله جل وعز، لا تخلو من معينين، اما حق فيتبع، واما باطل فيجتنب، فاولخبر يعرف تحقيقه من الكتاب، وتصديقه والتماس شهادته عليه خبر ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه، بحيث لا تخالفه اقاويلهم.
وفي شرف الصلاة على المصطفى الاكرم صلى الله عليه وآله روي عن الامام الهادي عليه السلام قوله: انما اتخذ الله عز وجل ابراهيم خليلاً؛ لكثرة صلاته على محمد واهل بيته صلوات الله عليهم. ولنعم ما قاله الشاعر:

فيا معشر الاحباب ان نبينا

الى فوزنا راع وساع وخاطب

الا فاذكروه كل حين وسلموا

عليه بذاك الذكر تسمو المراتب

وقوموا على اقدامكم عند ذكره

فذلك في شرع المحبة واجب

والان تعالوا معنا ـ ايها الاخوة الاكارم ـ الى ما ذكره الامام الهادي عليه السلام في زياراته واذكاره من معاني التمجيد والتجليل والتقديس لرسول الله صلى الله عليه وآله، وبيان معالي خصال النبوة المحمدية الشريفة، وآثارها المباركة، حيث يؤكد نهي النبي صلى الله عليه وآله عن معاداة الايام، قائلاً: نعم الايام نحن ما قامت السماوات والارض فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله، الى آخر ذكر للايام وتعلقها باسماء الائمة الاثني عشر.
وللامام الهادي سلام ربنا عليه زيارة عالية المضامين تعرف بـ الزيارة الجامعة الكبيرة، رواه عنه بسند صحيح الشيخ الصدوقفي (عيون اخبار الرضا عليه السلام) والحموئي الشافعي في فرائر السمطين، وقد خص عليه السلام فيها ذكراً لرسول الله صلى الله عليه وآله، في مواضع عديدة منها قوله: واشهد ان محمداً عبده المنتجب ورسوله المرتضى ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، قيل المراد ان الله تعالى كشف عن رسوله جميع الحجب بينه وبينه، اذ رسوله مرتضى لرسالته فارسله بالتوحيد فجعله هادياً وبشيراً ونذيراً وجعل دينه وهو دين الحق قائماً الى يوم القيامة، لا يعتريه نسخ بل سيغلبه على غيره وذلك عند الظهور المبارك للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وفي خاتمة هذه الزيارة المقدسة يقول الامام الهادي عليه السلام: (اللهم اني لو وجدت شفعاء اقرب اليك من محمد واهل بيته الاخيار، الائمة الابرار لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي اوجبت لهم عليك اسألك ان تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم).
فيبين سلام الله عليه ان النبي صلى الله عليه وآله اعظم الخلق منزلة عند الله واقربهم مرتبة لديه، وانه كما قال عيسى المسيح عليه السلام: اوجبهم عندي شفاعة اجل اذ رسول الله اقرب العباد الى الله، وقد بلغ اسمى المقامات وهو مقام الحبيب ومقام الشفاعة ولذا تعلقت الآمال بالطافه:

بكم يهتدي يا نبي الهدى

ولي الى حبكم ينتسب

به يكسب الاجر في بعثه

ويخلص من هول ما يكتسب

وقد ام نحوك مستشفعاً

الى الله مما اليه نسب

سل الله يجعل له مخرجاً

ويرزقه من حيث لا يحتسب

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة