البث المباشر

الامام الرضا(ع) وإثبات نبوة المصطفى(ص)

السبت 13 يوليو 2019 - 09:20 بتوقيت طهران

اخوتنا الاحبة الاكارم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طالما ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله اوصياءه الاثني عشر، تشوق لهم، وعددهم بالاسماء والالقاب، ودعا اليهم، ومن بينهم الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام، حتى انبأ صلى الله عليه وآله فيه فقال: (ستدفن بضعة مني بارض خراسان، ما زارها مكروب الا نفس الله كربه، ولا مذنب الا غفر الله ذنبه).
والان ايها الاخوة الافاضل ـ لنرى كيف خلف الامام الرضا جده المصطفى صلى الله عليه وآله في اثبات نبوته وخلافته وفي علمه ووصايته، وفي الدفاع عن رسالته.
في محاورات الامام الرضا سلام الله عليه مع اهل الاديان في اثبات نبوة المصطفى صلى الله عليه وآله قال: (ومن آياته(ص) انه كان يتيماً فقيراً، راعياً اجيراً، لم يتعلم كتاباً، ولم يختلف الى معلم، ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الانبياء واخبارهم حرفاً حرفاً، واخبار من مضى ومن بقي الى يوم القيامة).
وفي مناظرته عليه السلام اصحاب الملل والمقالات قال له راس الجالوت من اين تثبت نبوة محمد؟
قال الرضا عليه السلام: (شهد بنبوته موسى بن عمران، وعيسى ابن مريم، وداوود خليفة الله في الارض).
فقال رأس الجالوت: ثبت قول موسى بن عمران.
قال الرضا عليه السلام: تعلم يا يهودي ان موسى اوصى بني اسرائيل فقال لهم: انه سيأتيكم نبي من اخوانكم، فبه فصدقوا، ومنه فاسمعوا.
فقال رأس الجالوت: هذا قول موسى لا ندفعه... ولكني احب ان تصححه لي من التوراة.
فقال له الرضا عليه: هل تنكرون التوراة تقول لكم: جاء النور من قبل طور سيناء، واضاء للناس من جبل ساعير، واستعلن علينا من جبل فاران.
قال رأس الجالوت: اعرف هذه الكلمات وما اعرف تفسيرها!
فعرفها له الامام الرضا عليه السلام الى ان قال: قال شعيبا النبي، فيما تقول انت واصحابك في التوراة: رايت راكبين اضاء لهما الارض احدهما على حمار، والاخر على جمل، فمن راكب الحمار، ومن راكب الجمل؟
قال رأس الجالوت: لا اعرفهما، فخبرني بهما!
قال عليه السلام: اما راكب الحمار فعيسى، واما راكب الجمل فمحمد صلى الله عليه وآله اتنكر هذا من التوراة؟
قال رأس الجالوت: لا، ما انكره.
نبقى ايها الاخوة الاعزة مع مناظرة الامام الرضا عليه السلام لراس الجالوت اليهودي، حيث يثبت نبوة المصطفى وبعثته وبشارات الانبياء عليهم السلام به فيسال رأس الجالوت: هل تعرف حيقوق النبي عليه السلام؟
قال: نعم اني به لعارف!
قال عليه السلام: فانه قال وكتابكم ينطق به: جاء الله تعالى بالبيان من جبل فاران، وامتلأت السماوات من تسبيح احمد وامته، يحمل خيله في البحر كما يحمل في البر يأتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس يعني بالكتاب القرآن، اتعرف هذا وتؤمن به؟
قال رأس الجالوت: قد قال ذلك حيقوق النبي عليه السلام، ولا ننكر قوله.
قال الرضا عليه السلام: فقد قال داوود عليه السلام في زبوره وانت تقرأه: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبياً أقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه وآله؟
قال رأس الجالوت: هذا قول داوود نعرفه، ولا ننكره! ولكن عنى بذلك عيسى وامامته هي العترة.
قال عليه السلام: جهلت ان عيسى لم يخالف السنة، وكان موافقاً لسنة التوراة حتى رفعه الله اليه، وفي الانجيل مكتوب ان ابن البرة ذاهب، والفارقليطا جائي من بعدي، هو يخفف الاصار، ويفسر لكم كل شيء، ويشهد لي كما شهدت له، انا جئتكم بالامثال، وهو يأتيكم بالتأويل، اتؤمن بهذا في الانجيل؟
قال رأس الجالوت: نعم لا انكره!
اخوتنا المؤمنين الاعزاء ما زال ائمة الهدى والحق يمجدون رسول الله صلى الله عليه وآله ويظهرون فضائله ومناقبه ومنازله الرفيعة ويحببونه الى قلوب الناس، ويدافعون عن حريم نبوته وقداسة رسالته.
ففي بيان الامام الرضا عليه السلام لقول الله تعالى: (فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)، قال: نحن اهل الذكر نعم، الذكر رسول الله، ونحن اهله، وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق: «فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين آمنوا، قد انزل الله اليكم ذكراً / رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبينات» (الطلاق،۱۰-۱۱).
واما في تعظيم النبي وتوقيه واجلاله، فللامام الرضا عليه السلام احاديث كثيرة منها:
قوله: ان الله فضل نبيه محمداً صلى الله عليه وآله على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والاخرة زيارته فقال: من يطع الرسول فقد اطاع الله، وقال: ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله.
ويروي الامام الرضا عليه السلام الكثير من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله في اخلاقه وآدابه وسننه الشريفة، ومعاشراته الطيبة، من ذلك قوله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله اذا أتاه امر يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، واذا اتاه امر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة