البث المباشر

الامام الكاظم(ع) يبين جملة من الشمائل المحمدية

السبت 13 يوليو 2019 - 09:10 بتوقيت طهران

ايها الاخوة الاحبة الاكارم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله واهلاً بكم في رحاب سيد الرسل صلوات الله عليه وآله، حيث يطيب لنا في هذا اللقاء معكم ان نتعرف على بعض ما جاء عن احد احفاد المصطفى صلى الله عليه وآله فيه، وهو الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، وهو المنصوص عليه بالامامة والخلافة والوصاية في الاحاديث الشريفة، وقد عرف سلام الله عليه بغيرته على الاسلام والرسالة وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله، انتماءً روحياً له ونسبياً اليه، فدافع عن حريمه المقدس، وبث معارفه النبوية، وعرف بفضائله الشريفة، والى ذلك افتخر به اسمى افتخار انه جده وابوه الاعلى، وقد كان ذلك احد الاسباب المهمة وراء شهادته على يد هارون الرشيد، الذي تقدم نحو قبر النبي فاراد التفاخر رياءً ملتمساً بذلك شرعية مزورة لغصبه الخلافة، فخاطب رسول الله قائلاً: السلام عليك يا ابن العم. فتقدم الامام موسى الكاظم سلام الله عليه وخاطب صاحب القبر الشريف قائلاً: (السلام عليك يا ابه)، فاغتاظ هارون وغضب عليه، واخذه مكبلاً الى احدى زنزاناته الرهيبة المظلمة في بغداد، ليغتاله هناك خلسه.
فلنقف ـ ايها الاخوة الاكارم ـ عند باب الامام الكاظم صلوات الله عليه نستمع ماذا قال في ابيه الاعلى رسول الله صلى الله عليه وآله.
اخوتنا الافاضل .. طالما ذكر الامام الكاظم عليه السلام بالنبي ونبوته، وسم معالم الرسالة والرسول امام اعين الامة، ليعيد الناس الى صدر الاسلام بعد شوهت السلطة الاموية ومن بعدها العباسية معالم الدين، وحرفتا اجيال الملمين، وابعدتا اذهانهم عن الشرعة والقرآن .. فيسأل يوماً لاي علة عرج الله بنبيه وخاطبه وناجاه، والله لا يوصف بمكان، فيجيب عليه السلام قائلاً: ان الله لا يوصف بمكان، ولا يجري عليه زمان، ولكنه عز وجل اراد ان يشرف به ملائكته وسكان سماواته، ويكرمهم بمشاهدته، ويريه من عجائب عظمته، ما يخبر به بعد هبوطه.
وسئل يوماً هل ورث النبي صلى الله عليه وآله النبيين كلهم؟
فأجاب عليه السلام بالقول: نعم ما بعث الله نبياً الا ومحمداً صلى الله عليه وآله اعلم منه.
وقال عليه السلام لاصحابه في شأن البعثة المباركة: اتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله بما اكتفوا به في عهده، واستغنوا به من بعده.
واراد الامام الكاظم سلام الله عليه وآله ان يتعامل المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وآله بحالة من النبوة الخاشعة للابوة فقال لاحد اصحابه: اما علمت ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: انا وعلي ابوا هذه الامة.. اما علمت ان رسول الله صلى الله عليه وآله اب لجميع امته، وعلي عليه السلام فيهم بمنزلته، ان شفقة النبي صلى الله عليه وآله على امته شفقة الاباء على الاولاد، وافضل امته علي عليه السلام ومن بعده، شفقة علي عليه السلام كشفقته صلى الله عليه وآله لانه وصيه وخليفته، والامام بعده ولذلك قال صلى الله عليه وآله انا وعلي ابوا هذه الامة.
ثم كان الامام الكاظم صلوات الله عليه ايها الخوة الاحبة مقدساً مجلاً لجده المصطفى صلى الله عليه وآله، بل كان في ذكره له على غاية الخشوع والمودة معاً يقف عند قبره القدسي فيخاطبه: السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا امين الله، وفي زياراته المباركة له صلى الله عليه وآله كان عليه السلام يقول: اشهد انك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لامتك وجهاهدت في سبيل ربك، وعبدته حتى اتاك اليقين واديت الذي عليك من الحق، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، ونجيك وامينك وصفيك وخيرتك من خلقك افضل ما صليت على احد من انبيائك ورسلك.
واما مع الاسم الشريف لرسول الله صلى الله عليه وآله، فكان يتعامل بتقديس له ويحب ان يشاع بين المؤمنين على حال من المعرفة بفضله، اذ في ذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله غنىً معنوي، وبركة روحانية خاصة، كذلك في بعض الاسماء التي اقترنت بالذوات الشريفة من بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال عليه السلام لاصحابه: لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد او احمد، او علي، او الحسن او الحسين، او جعفر او طالب او عبد الله، او فاطمة من النساء.
اجل فالفقر في الحرمان من ذكرهم، واحد اسباب ذكرهم وتذكرهم هو التسمية باسمائهم وذاك احد مصاديق متابعتهم.
سئل الامام الصادق عليه السلام: انَّا نسمي باسمائكم واسماء آبائكم أي محمد، وعلي والحسن والحسين فهل ينفعنا ذلك؟
فقال: عليه السلام مجيباً: أي والله وهل الدين الا الحب قال الله تعالى: «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم» (آل عمران/۳۱).
واخيراً اخوتنا الاعزة مع الامام الكاظم عليه السلام وهو يروي لنا مشاهد من آخر ساعات رسول الله صلى الله عليه وآله، حيث يدلي بوصاياه المباركة الشريفة عند احتضاره، وهو في وعيه النبوي المشفوع بالعناية الربانية، حيث خاطب المهاجرين والانصار قائلاً لهم: الا قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان، ما فرط الله فيه من شيء حجة الله لي عليكم، وخلفت فيكم العلم الاكبر علم الدين ونور الهدى، وصيي علي بن ابي طالب، الا هو حبل الله فاعتصموا به جميعاً ولا تفرقوا عنه.
وكذلك روى الامام الكاظم عليه السلام وصية اخرى لرسول الله صلى الله عليه وآله وهو على فراش الاحتضار قال في آخرها: (الا فاسمعوا ومن حضر، الا ان فاطمة بابها بابي، وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله).
ثم بكى الامام الكاظم طويلاً متغصصاً فقط بقية كلامه بقوله هتك والله حجاب الله.‍‍ ‍‍

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة