البث المباشر

النبي الاكرم(ص) هو البشير النذير والاسوة الحسنة

السبت 13 يوليو 2019 - 08:47 بتوقيت طهران

أيها الاخوة الأكارم... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله، واهلاً بكم في الرحاب النبوية الزاكية، والتي تتيه فيها الافكار والخواطر، وتحتار العيون اين تضع لحاظها على اي جمال الهي بهي من ملامح النبي وخصاله الشريفة، فيعقل اللسان مختاراً الصمت بلا ارادته، ويبقى القلب يسبح في عالمه الخاص ويقدس، واما العقل فيرشد الى ما قاله الله تبارك وتعالى؛ وذاك شاعر ادلى مخاطباً اياه:

يا مصطفى من قبل نشأة آدم

والكون لم تفتح له اغلاق

أيروم مخلوق ثناءك بعدما

أثنى على اخلاقك الخلاق!

وقد قال الباري جل وعلا يخاطب حبيبه رسول الله يصفه في مبعثه المبارك ويخاطبه بقوله:
«إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً...» (سورة البقرة: ۱۱۹).
«وما أرسلناك إلا كافةً للناس بشيراً ونذيراً...» (سبأ: ۲۸).
«يا ايها النبي إنا أرسلناك شاهداً، ومبشراً ونذيراً / وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيراً» (الأحزاب: ٤٥-٤٦).
فأي شرف ذاك؛ إذ الله جلت عظمته هو المرسل، ارسله بإذنه وبالحق، ليكون داعياً اليه تبارك وتعالى، فكان ولا يزال رسول الله سفير الله الى الخلق، يدلي بالهدى والحق والفضيلة والخير والنور والبركات.
اخوتنا الأفاضل... من احب من انسان طاهر يبعث بالاسلام دين الحق، ويحمل للناس قرآناً عظيماً يتلوه عليهم، ولا يريد منهم الا سعادتهم، ينذرهم من المخاوف والمحاذير وهاويات مرديات في اطباق الجحيم، كما يبشرهم بالرضوان والجنان ودائم النعيم... وكان ينادي عليهم، ولا يبغي الا خيرهم: ايها الناس، انا البشير النذير.
وقد جاءه يوماً نفر من اليهود فسأله اعلمهم: لأي شيءٍ سميت محمداً واحمد، وأبا القاسم، وبشيراً ونذيراً، وداعياً؟
فأجابه النبي (صلى الله عليه وآله): اما محمد، فإني محمود في الارض. واما احمد، فاني محمود في السماء. واما ابو القاسم، فان الله عزوجل يقسم يوم القيامة قسمة النار، فمن كفر بي من الأولين والآخرين ففي النار، ويقسم قسمة الجنة، فمن آمن بي وأقر بنبوتي ففي الجنة.
واما الداعي، فاني ادعو الناس الى دين ربي عزوجل. واما النذير، فإني انذر بالنار من عصاني. واما البشير، فإني ابشر بالجنة من اطاعني.
والآن ايها الاخوة الاحبة لم لا يطاع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد جاء مبشراً بالحق والخير والسعادة الأبدية، وداعياً الى النور الالهي ليمضي الناس على هدىً من امرهم وبصيرة، بعيدين عن ظلمات التيه والضلال، ومتجنبين اوحال الشرك والظلم والفساد.
لم لايطاع النبي (صلى الله عليه وآله) وقد جاء بخير الدنيا والآخرة، حريصاً على الناس أن يهتدوا، رؤوفاً بهم يريد نجاتهم وصلاحهم وفلاحهم... بل لم يعصى وهو الذي قلده الله تبارك وتعالى وسام الأسوة، ودعا الى اتباعه ففي ذلك الفوز العظيم، حيث قال عز من قائل يخاطب عباده: «لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً»(الأحزاب:۲۱).
والأسوة هي القدوة، فهو (صلى الله عليه وآله) الأولى بالاتباع والاقتدار في أقواله وافعاله، في اوامره ونواهيه، لأنه القدوة الصالحة والتأسي به توفيق يناله من كان يرجوا الله ويخشاه، ويخشى البعث ويرجو اليوم الآخر، ويذكرالله كثيراً فيأتمر ويطيع.... وقد قال تعالى: «من يطع الرسول فقد اطاع الله» (النساء: ۸۰)، وإنما جاء بأسمى الأماني، واشرف الغايات، فهو اولى بالتصديق، ثم بالتأسي، ثم بالثناء والتقديس رجاء نيل شرف في ذكره ومغانم عظمى ترجى، كما يقول الأديب:

بمدح المصطفى تحيا القلوب

وتغتفر الخطايا والذنوب

وأرجو ان أعيش به سعيداً

وألقاه وليس عليَّ حوب

يفرج ذكره الكربات عنا

إذا نزلت بساحتنا الكروب

مدائحه تزيد القلب شوقاً

اليه كأنها حليٌ وطيب

وبعد... من كرسول الله المصطفى (صلى الله عليه وآله) في الدنيا والآخرة، وهو صاحب المقام المحمود، الذي يغبطه به الأولون والآخرون! وقد دعاه الله عزوجل الى ضيافته العبادية فخاطبه خطاب الحبيب الى الحبيب: «ومن الليل فتهجد به نافلةً لك عسى ان يبعثك ربك مقاماً محموداً» (الاسراء: ۷۹)، فكان من حب الباري جل وعلا لرسوله المصطفى ان اوجب عليه تلك الصلاة وذلك التهجد شوقاً الى صوته وهو يناجيه في جوف الليالي ويقوم خاشعاً بين يديه، ليصل الى ذلك المقام المحمود الرفيع الفريد الأسمى... ذلك المقام الذي يحمده عليه جميع الخلائق، وهو مقام الشفاعة الكبرى له (صلى الله عليه وآله)، يستحسنه الكل، ويتمنى ان ينال خيره الكل.
وقد ذكر الامام علي (عليه السلام) يوماً مناقب الرسول (صلى الله عليه وآله) فكان منها ان الله وعده المقام المحمود، فإذا كان يوم القيامة اقعده الله تعالى على العرش. وينادى عليه أن يكافيء محبيه ومحبي اهل بيته الموالين لهم فيه والمعادين فيه، فيقول: يا رب الجنة، بوئهم منها حيث شتت... فذلك المقام المحمود الذي وعد به، وقد لجم الناس يوم القيامة، فيلوذون للشفاعة بالأنبياء، فيحيلونهم على محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فينطلق بهم الى باب الجنة، ويستقبل باب الرحمن ويخر ساجداً، فيمكث ما شاء الله فيقول الله تعالى له:
ارفع رأسك واشفع تشفع، وسل تعط. وذلك قوله تعالى: «عسى ان يبعثك ربك مقاماً محموداً». وعسى هذه من الله سبحانه واجبة، واما المقام المحمود، فذلك الذي يعطى فيه النبي لواء الحمد، فيوضع في كفه، ويجتمع تحته الانبياء والملائكة، فيكون (صلى الله عليه وآله) اول شافع واول مشفع.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة