وقال السيد احمد الصافي الجمعة مخاطبا شريحة الشباب ان "الانسان في بداية شبابه لا يمتلك تجربة واسعة وقد يبتلى بتجربة مادية فيخسر او بتجربة اجتماعية علمية لا يتفوق فيها او بتجربة عاطفية فيقبل على زواج امرأة الا انه لايجد سبيلا لذلك فتبقى في صدره".
واضاف ان "اقدام الشاب على الانتحار يحدث نتيجة عدم وجود ابا متفرغا له او اسرة توجه سلوكه، خصوصا اذا كان لديه مجموعة من الاصدقاء يحملون نفس ماعنده من افكار ورؤى ونظرة تشاؤمية"، مبينا ان "هذا الشاب يرى ان الدنيا اسودت في عينيه وجميع المنافذ أوصدت امامه فيجعل ضبابية وغشاوة على قلبه وعقله وعينية بحيث لايفكر الا في هذه المشكلة، فيرى ان افضل حل هو التخلص من الدنيا فيقدم على الانتحار ".
ووجه ممثل المرجعية حديثه للشباب "اولادي واعزائي الشباب انتم الان في ريعان الشباب، والامل للمستقبل ومن غير الصحيح ان تقدموا على انهاء حياتكم وفناء اعز شيء نتيجة تجربة واحدة او حتى عشرة بل عليكم الاستفادة من التجارب".
وتابع ان "على الشاب ان يصحو وينتفض ولا يأخذ النصيحة من فاشل لان الفاشل لا يعطي النصيحة لانه لو كان بامكانه النصح لنصح نفسه، بل عليه ان يأخذ النصيحة من الانسان الناجح ويتعود على نصح الاخرين، وعليه ان لايفرط بحياته لان الانتحار عمل المنهزمين والفاشلين وهو ينم عن قلة تعقل وتدبر، وان ليس من الشجاعة ان يرمي نفسه وينهي حياته ويجعل مآسي الاسرة خلفه، فالمجنون هو من يرفض حياته".
واكد ان ثقافة الانتحار وافدة كونها غريبة على المجتمع العراقي ولم تكن موجودة في وقت سابق، لافتا الى ان الظروف الصعبة او عدم وجود عمل ليس مبررا للاقدام على الانتحار، بل ان على الشاب ان يتحدى الظروف ويبقى شامخا ولا يلجأ للتفكير السلبي.
وبين ان على الشاب ان يتعلم من الطبيعة ويرى كيف ان النبات المثمر يحتاج الى مسند حتى يشتد عوده ويقوى ثم يعتمد على نفسه، مستشهدا بموقف شاب عمره (16) عاما توجه للدواعش وفجر قنبلة بالدبابة وفر سالما منها.
واردف قائلا "انتم ايها الشباب من اصلاب طاهرة غذتكم امهاتكم بحليب طاهر، وليس هنالك مبررا للاحباط والانكسار بل عليكم بالخشونة لمواجهة الحياة بشجاعة وقوة وسيعينكم الله من خلال فتح افاق واسعة".