البث المباشر

عظمة بركة إعانة المحتاجين

الإثنين 24 يونيو 2019 - 09:28 بتوقيت طهران
عظمة بركة إعانة المحتاجين

السلام عليكم ورحمة الله علي بركة الله نلتقيكم في لقاء آخر من هذا البرنامج ونحن ننقل لكم فيه حكايتين تهدينا الي عظمة بركة إعانة المحتاجين لا سيما إذا كانوا من الذرية النبوية حباً لرسول الله (صلي الله عليه وآله).
روي ابن الجوزي الفقيه الحنفي عن جده أبي الفرج باسناده إلي ابن الخصيب قال: كنت كاتبا للسيدة أم المتوكل، فبينا أنا في الديوان إذا بخادم صغير قد خرج من عندها، ومعه كيس فيه ألف دينار، فقال:
تقول لك السيدة: فرق هذا علي أهل الأستحقاق، فهو من أطيب مالي، وأكتب لي أسماء الذين تفرقه عليهم، حتي إذا جاءني من هذا الوجه شيء صرفته اليهم.
قال ابن الخصيب: فمضيت الي منزلي وجمعت أصحابي وسألتهم عن المستحقين، فسموا لي أشخاصاً ففرقت عليهم ثلاث مائة دينار وبقي الباقي بين يدي إلي نصف الليل وإذا أنا بطارق يطرق الباب فسالته من أنت؟
فقال: فلان العلوي وكان جاري فأذنت له فدخل فقلت له: مالذي جاء بك في هذه الساعة؟
قال: طرقني طارق من ولد رسول الله (صلي الله عليه وآله) ولم يكن عندي ما أطعمه.
قال ابن الخصيب: فأعطيته ديناراً فأخذه وشكر لي وأنصرف.
وتابع ابن الخصيب نقل حكايته قائلاً: فخرجت زوجتي وهي تبكي وتقول: أما تستحي؟ يقصدك مثل هذا الرجل فتعطيه ديناراً وقد عرفت أستحقاقه؟
فأعطه الجميع، تعني السبعمئة دينار التي بقيت.
قال ابن الخصيب: فوقع كلامها في قلبي، فقمت خلفه وناولته الكيس فأخذه وأنصرف، فلما عدت الي الدار، ندمت وقلت: الساعة يصل الخبر المتوكل، وهو يمقت العلويين، فيقتلني.
فقالت لي زوجتي: لا تخف، وتوكل علي الله فبينا نحن كذلك إذ طرق الباب، والمشاعيل بأيدي الخدم وهم يقولون: أجب السيدة، يعنون- أم المتوكل - فقمت مرعوبا وكلما مشيت قليلاً تواترت الرسل فوقفت عند ستر السيدة، فسمعت قائلاً يقول: يا أحمد جزاك الله خيراً، وجزي زوجتك، كنت الساعة نائمة فجاءني رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقال: جزاك الله خيراً، وجزي زوجة ابن الخصيب خيراً، فما معني هذا فحدثتها الحديث، وهي تبكي، فأخرجت دنانير وكسوة، وقالت: هذا للعلوي وهذا لزوجتك، وهذا لك، وكان ذلك يساوي مائة ألف درهم، فأخذت المال وجعلت طريقي علي باب العلوي وطرقت الباب فقال من داخل المنزل: هات ماعندك يا أحمد وخرج وهو يبكي، فسألت عن بكائه، فقال: لما دخلت منزلي قالت لي زوجتي: ماهذا الذي معك؟
فعرفتها فقالت لي: قم بنا نصلي وندعوا للسيدة وأحمد وزوجته، فصلينا ودعونا، ثم نمت فرأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) في المنام وهو يقول: قد شكرتهم علي مافعلوا معك، الساعة يأتونك بشيء فأقبله منهم.

*******

وتحمل الحكاية الثانية الهداية التي تحملها سابقتها مع مزيد من التأكيد فقد نقل ابن الجوزي أيضاً أن عبد الله بن المبارك كان يحج سنة ويغزو سنة وداوم علي ذلك خمسين سنة، فخرج في بعض السنين لقصد الحج، وأخذ معه خمسمائة دينار وذهب الي موقف الجمال بالكوفة ليشتري جمالاً للحج فرأي أمرأة علوية علي بعض المزابل تنتف ريش بطة ميتة، قال ابن المبارك: فتقدمت اليها وقلت: لم تفعلين هذا؟
فقالت: يا عبد الله لا تسأل عما لا يعنيك، فوقع في خاطري من كلامها شيء فألححت عليها فقالت: يا عبد الله قد ألجأتني الي كشف سري اليك، أنا أمرأة علوية ولي أربع بنات يتامي، مات أبوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما أكلنا شيئاً وقد حلت لنا الميتة فأخذت هذه البطة أصلحها وأحملها إلي بناتي فيأكلنها.
ونبقي مع عبد الله بن المبارك وهو ينقل الحكاية قائلاً:
فقلت في نفسي: ويحك يابن المبارك أين أنت عن هذه؟ فصببت الدنانير في طرف أزارها وهي مطرقة لاتلتفت إلي قال: ومضيت الي المنزل ونزع الله من قلبي شهوة الحج في ذلك العام ثم تجهزت الي بلادي وأقمت حتي حج الناس وعادوا، فخرجت أتلقي جيراني وأصحابي فجعلت كل من أقول له: قبل الله حجك وشكر سعيك، يقول: وأنت شكر الله سعيك وقبل حجك، أما قد أجتمعنا بك في ذلك فرأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) في المنام وهو يقول لي: يا عبد الله لا تعجب، فإنك أغثت ملهوفة من ولدي فسألت الله تعالي أن يخلق علي صورتك ملكا يحج عنك كل عام الي يوم القيامة.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة