فالرجل ليس له توجه سياسي محدد ولا منهج واضح سوى الغطرسة والتكبر والغرور واطلاق التهديدات الجوفاء وبذلك هو يظهر الوجه الحقيقي للسياسة الامريكية الرعناء القائمة على زرع الازمات وشن الحروب!

سياسة الجمهورية الاسلامية سياسة مبدئية ثابتة تتعامل طبقا للمصلحة العامة للبلاد ومحور المقاومة ولا يمكن ان تخضع للتهديدات الامريكية لاسيما تلك صدرت مؤخرا والتي تمنع ايران من تصدير نفطها... والتي على اثرها جاءت الردود متتالية على لسان قائد الثورة سماحة السيد الخامنئي حفظه الله والرئيس روحاني على تخرصات الرئيس الامريكي وتهديداته بأن ايران سوف تضطر الى غلق مضيق هرمز الذي يصدر عبره أربعون بالمئة من النفط الى العالم! فأما ان يكون المضيق للجميع او لا يكون! وهذا من حق ايران المسلم به طبقا للقرارت المتعلقة بالملاحة الدولية؛ وليكن ترامب وفريقه الكابوي مطمئنا بأن ايران اذا قالت فعلت.

تصريحات الجنرال سليماني النارية ورده المفحم والقاطع على ترامب هو الاخر يؤكد مصداقية ومبدئية وأحقية ايران بالرد على أي حماقة ترامبية، لاسيما أنه صدر من رجل خاض غمار الحرب وخرج منها منتصرا في العراق وسوريا ولبنان ويشهد له العدو والصديق بمهاراته وخططه وسوابقه القتالية.

على الرئيس ترامب أن يأخذ الردود الثورية بنظر الاعتبار ويحملها محمل الجد وعليه أن يستذكر بعقله، إن كان له عقل، ما تعرضت له قوات بلاده من هزائم متتالية على أيدي أبطال الاسلام منذ انتصار الثورة الاسلامية الى يومنا هذا.

ترامب بعد تغريداته بالخط الكبير على موقع "تويتر" وتهديداته لايران لاقت كذلك انتقادات واسعة من قبل أعضاء الكونغرس الامريكي بجناحيه الجمهوري والديمقراطي واعتبروها لا تليق برئيس جمهورية، بل عدها البعض بانها تنم عن جهل واضح في القاموس السياسي الامريكي، بل أنها تضر بالمصالح الامريكية في العالم وعلى اثر ذلك طالب البيت الابيض بالحوار مع ايران وعقد اتفاق جديد.

إن لايران اليوم عمقا ستراتيجيا قويا ونفوذا واسعا في العالم العربي والاسلامي ولديها من القوة العسكرية والبشرية الهائلة ما لم يستطع لا ترامب ولاغيره من الاحتكاك بها! وتهديدات ترامب عبارة عن فقاعات خالية من أي محتوى! وعليه ان يعتبر من هزيمة النخبة من قوات بلاده في الخليج الفارسي وعلى أرض طبس! وليحذر كذلك بأن لايران شعبا يحب قائده ووطنه وحرسا وجيشا وقوات تعبئة وضعت أرواحها على الاكف تتنظر ساعة الصفر لتنقض على مضاجع القتلة وحماة الارهاب وطواغيت العصر.

طارق الخزاعي