البث المباشر

لماذا تعتبر واشنطن جماعة الإخوان المسلمين تهديدا إرهابيا؟

الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 13:49 بتوقيت طهران
لماذا تعتبر  واشنطن جماعة الإخوان المسلمين تهديدا إرهابيا؟

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا ضد جماعة الإخوان المسلمين، ووضع بعض فروعها على قائمة المراقبة تمهيدا لتصنيفها "منظمات إرهابية أجنبية".

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا يقضي بتصنيف بعض فروع أو شركات جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية أجنبية وكذلك كإرهابيين عالميين خاصين.

وبتوقيعه هذا الأمر التنفيذي، أمر ترامب الوزراء أيضًا باتخاذ الإجراءات اللازمة في غضون 45 يومًا من إعداد التقرير.

أثار قرار ترامب هذا ردود فعل دولية واسعة، ويعكس في الواقع الجهود الأمريكية للحد من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في دول غرب آسيا.

وسّعت جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر عام 1928، نفوذها بسرعة في الدول العربية. وبعد سقوط حسني مبارك، تمكنت الجماعة من إيصال محمد مرسي إلى الرئاسة، ولكن بعد انقلاب عبد الفتاح السيسي عام 2013، اعتُبرت تهديدًا خطيرًا للأمن الداخلي والاستقرار الإقليمي.

يستهدف أمر ترامب تحديدًا فروع الجماعة في لبنان، مصر والأردن، مما قد يؤثر على علاقات الولايات المتحدة مع هذه الدول.

وفي المقابل، من المرجح أن تدعم دول مثل السعودية والإمارات هذه الخطوة، والتي ترى في جماعة الإخوان المسلمين تهديداً لاستقرارمها.

من عواقب هذا الأمر أيضًا تكثيف الضغوط الدولية على جماعات المقاومة، مثل حزب الله اللبناني وحماس، واللتين دعمتهما جماعة الإخوان المسلمين في حربهما ضد العدو الصهيوني.

كما قد يُعقّد هذا القرار تفاعل هذه الجماعات مع دول أخرى في المنطقة والجهات الفاعلة الدولية. بالإضافة إلى ذلك فإنه من الممكن أن الجماعات التي تلقت الدعم المالي والسلاح من بعض الدول العربية قد تتعرض لضغوط أكبر، وقد يتراجع الدعم الدولي لها.

لكن آثار أمر ترامب لا تقتصر على دول مثل لبنان ومصر. فعلى الصعيد الإقليمي، قد تُبدي دول مثل تركيا، المعروفة بدعمها الدائم لجماعة الإخوان المسلمين، ردود فعل دبلوماسية وأمنية على هذا القرار.

لطالما دعمت تركيا جماعة الإخوان المسلمين، واحتضنت العديد من أعضائها. لذلك، فإن أي ضغط من الولايات المتحدة على تركيا لتبني نهجا مناهضا للإخوان المسلمين قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين البلدين.

كما أن لهذا القرار آثارًا واسعة النطاق على علاقات الولايات المتحدة مع دول أخرى مثل روسيا والصين، اللتين دعمتا الجماعات الإسلامية في بعض الأزمات، وقد تعتبران هذا القرار تهديدًا لأمنهما الإقليمي.

وبالنسبة لقطر، التي لطالما دعمت الإخوان المسلمين، قد يكون لهذا القرار آثار كبيرة. فقد تواجه قطر، التي دعمت الإخوان المسلمين في دول مختلفة في السنوات الأخيرة، ضغوطًا سياسية ودبلوماسية أكبر من الولايات المتحدة وحلفائها.

وتشهد البلاد توترات في علاقاتها مع بعض الدول العربية، مثل مصر والسعودية، بشأن قضية الإخوان المسلمين. لذلك، فإن إدراج الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب قد يضع قطر في موقف صعب.

في نهاية المطاف، لا يمثل قرار ترامب مزيدًا من الضغط على الإخوان المسلمين فحسب، بل يمثل أيضًا خطوة استراتيجية نحو تغيير السياسات الأمريكية بالنسبة لدول غرب آسيا ومواجهة ما تعتبره تهديدات أمنية.

وقد يمهد هذا القرار الطريق لتغييرات جادة في العلاقات الإقليمية، بالإضافة إلى تغييرات كبيرة في سياسات دول المنطقة. وفي ظلّ التغيرات المتسارعة التي تشهدها دول غرب آسيا، يُنظر إلى قرار ترامب على أنه أحد العناصر الرئيسية في تغيير المعادلات الإقليمية، وقد تكون له آثار واسعة النطاق في السنوات القادمة.

بشكل عام، لا يُعدّ هذا الأمر التنفيذي مجرد إجراء لمكافحة الإرهاب، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لتغيير موازين القوى في المنطقة.

لن يقتصر تأثير هذا القرار على زيادة الضغوط السياسية والأمنية على مختلف فروع جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتحالفة معها فحسب، بل قد يُغيّر أيضًا مسار التحالفات والمواجهات على المستويين الإقليمي والعالمي. وقد تؤدي عواقب هذا القرار إلى تشكيل تحالفات جديدة، انخفاض أو زيادة الدعم الدولي للحركات الإسلامية، بل وحتى إلى ظهور أزمات أكثر تعقيدًا.

والمستقبل هو الذي سيظهر ما إذا كانت هذه الضغوط ستؤدي إلى الحد من تأثير هذه التيارات، أو على العكس من ذلك، ستمهد الطريق لتطورات جديدة وغير متوقعة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة