وتأتي هذه التطورات في سياق ملف تبادل الأسرى المرتبط باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث سلّمت الفصائل الفلسطينية خلال الصفقة 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء ورفات 27 آخرين. ورغم ذلك، حاول الاحتلال لاحقاً التشكيك في بعض نتائج الصفقة بادعاءات تتعلق بهوية بعض الرفات.
ووفق المعلومات الميدانية، ما تزال في قطاع غزة جثتان لم تستعدهما سلطات الاحتلال بعد، تعودان لأحد العمال الأجانب ولأسير إسرائيلي، وهو ما يعكس حجم الارتباك الذي خلّفته عمليات الاحتلال خلال الحرب.
وفي سياق متصل، أفاد المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى بأن قوات الاحتلال كثّفت خلال الأسابيع الماضية حملات الاعتقال التي تستهدف النساء والفتيات، تحت ذرائع تتعلق بما تسميه "التحريض عبر مواقع التواصل".
وأوضح المركز أن عدد النساء المعتقلات منذ بدء الحرب تجاوز 600 حالة، بينما لا تزال 48 أسيرة رهن الاعتقال، من بينهن 12 جرى تحويلهن إلى الاعتقال الإداري دون محاكمة.
وأشار البيان إلى أن عمليات الاعتقال جرت في معظمها عبر اقتحامات ليلية تخللتها ممارسات مسيئة وتخريب لممتلكات المنازل، مؤكدًا أن هذا النهج يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية المتعلقة بحماية النساء في مناطق النزاع.
من جهة أخرى، تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال رفات 14 شهيدًا من تحت أنقاض منزلين دمّرتهما الطائرات الإسرائيلية في مخيم المغازي وسط قطاع غزة. وتبيّن أن الشهداء ينتمون إلى عائلتي أبو حامدة والحاج يوسف، في مشهد جديد يعكس حجم الدمار الذي خلّفته الهجمات الإسرائيلية.
وأفادت المصادر الطبية بأن عمليات البحث والانتشال تتم في ظل نقص حاد في المعدات الثقيلة، ما يعقّد مهمة الوصول إلى آلاف الضحايا العالقين تحت الركام منذ الشهور الأولى للحرب.
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تواصل سلطات الاحتلال منع دخول الآليات اللازمة لإزالة الأنقاض، حيث دمر الاحتلال خلال عامَي الحرب ما يقارب 90% من البنية التحتية المدنية»، ما خلّف أكثر من 70 مليون طن من الركام.
ولا تزال عشرات العائلات تقدّم مناشدات متواصلة للبحث عن ذويها، فيما تعجز طواقم الإنقاذ عن الاستجابة الكاملة بسبب غياب المعدات الضرورية.
وتطالب المؤسسات في القطاع المجتمع الدولي بالضغط لفتح المعابر وإدخال المستلزمات الإنسانية العاجلة، لضمان الحد الأدنى من مقومات الحياة لـ2.4 مليون فلسطيني يعيشون واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في تاريخ المنطقة.