خطت الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني خطوات جديدة على طريق تصفية القضية الفلسطينية، بإعلان مستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر عن ورشة اقتصادية بعنوان خادع هو “السلام من أجل الازدهار” من المزمع عقدها في المنامة يومي 25 و26 يونيو / حزيران المقبل بزعم تقديم الدعم والمساعدات المالية للفلسطينيين الذين أعلنوا جميعهم، بسلطتهم وفصائلهم ومؤسساتهم وقطاعاتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومختلف مكوناتهم، عن مقاطعة هذه الورشة واعتبروا من يشارك فيها من الفلسطينيين بأنه خائن للقضية الفلسطينية ولشهدائها وشعبها، وطالبوا بإلغائها كونها مقدمة لمخطط جديد لتصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان “صفقة القرن”، حيث ستكون الورشة الاقتصادية باكورة خطط الانقضاض على القضية المركزية للأمة وبابا واسعا للتطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني الذي لم يتوقف يوما عن قتل اشقائنا الفلسطينيين ومصادرة اراضيهم وهدم بيوتهم وأسر شبابهم.
إن صفقة القرن، وورشتها الاقتصادية، ترجمة لمواقف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو التي كان يروج لها منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، ووجد في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضالته ومنفذ رغباته فأعلن موافقته على ضم مرتفعات الجولان السورية الى الكيان، ونقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس واعترافه بها عاصمة للكيان ضاربا عرض الحائط حقوق الشعب الفلسطيني وكل المواثيق الدولية ذات الصلة بحق الشعوب في تقرير مصيرها والتحرر من الاستعمار واقامة دولها التي تعبر عن رغباتها وتطلعاتها المشروعة. كما أن الاسلوب الذي يتعامل فيه الرئيس الامريكي مع زعماء وقادة بعض الدول العربية هو تعامل دوني يعبر عن نيات الرئيس الامريكي تجاه المنطقة العربية بتعاطيه مع انظمتها على أنها أنظمة ضعيفة تحتاج للحماية مقابل المال، وهذا ما يحاول الكيان والإدارة الأمريكية ترويجه ازاء الفلسطينيين بعد أن أُحكم الحصار على الضفة الغربية وقطاع غزة وتم منع انتقال الافراد والبضائع بين المنطقتين وأوقف الدعم المالي لمنظمة الانروا الخاصة باللاجئين الفلسطينيين، وتضاعفت عملية الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لبناء المستوطنات الصهيونية، في محاولات مستميتة لاخضاع وتركيع الشعب الفلسطيني وقواه الفاعلة.
أن هذه الصفقة لن تضع حلا للقضية الفلسطينية، انما ستزيد من حالة الغليان والاحتقان في الشارع العربي الذي يرفضها، وتشجع الكيان الصهيوني على زيادة عمليات قتل الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه، يساعده في ذلك تحول الادارة الامريكية من الانحياز الكامل الى القيام بدور الاحتلال نفسه في التامر والتخطيط لتنفيذ حلم الصهاينة في اقامة دولة “اسرائيل الكبرى” من النيل للفرات
إن خطورة المرحلة وزيادة حجم المؤامرات على القضية الفلسطينية تفرض ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، واعادة الاعتبار للشعب الذي قدم ولايزال يقدم قوافل الشهداء من أجل تحرير الارض واقامة الدولة الوطنية الديمقراطية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
إن الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وفي الوقت الذي تؤكد رفضها لعقد هذه الورشة في بلادنا البحرين، فانها تطالب الحكومة البحرينية بالمباشرة في إلغاء هذه الورشة التي من ضمن اهدافها الإمعان في التطبيع مع الكيان الصهيوني وعقد تحالفات مشبوهة بينه وبين بعض الانظمة العربية المندفعة لتطبيع العلاقات، وهو الأمر الذي يرفضه الشعب البحريني على وجه الخصوص وجميع الشعوب العربية، ذلك أن الإصرار على المضي في تنظيم مثل هذه الفعاليات يعتبر خروجا على الإجماع الشعبي ومسا صريحا بالثوابت الوطنية والقومية التي يؤمن بها الشعب البحريني وشعوب الأمة العربية والإسلامية.
كما تدعو البلدان العربية القيام بواجباتها القومية تجاه القضية الفلسطينية بالتوقف عن الانزلاق نحو التواطؤ وتمرير الصفقات التي يرفضها الشعب الفلسطيني وفصائله المناضلة.
المجد والخلود لشهداء فلسطين والامة العربية
الخزي والعار للمتآمرين والمتواطئين ضد القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة