البث المباشر

رضا العقيلة زينب(ع) بالقضاء الالهي حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول التسليم والرضا في سيرتها (عليها السلام) إنقاذها (عليه السلام) لحياة الامام السجاد(ع)

السبت 25 مايو 2019 - 13:42 بتوقيت طهران

بجلال احمد في مهابة‌ حيدر

قد انجبت ام الائمة زينبا

فمن النبوة ‌في اسرة وجهها

بلج كمثل الشمس يجلو الغيهبا

وتضوع منها للامامة عبقة

تطوى بنفحتها الصحاصح والربى

فبمجمع الشرفين بضعة فاطم

حصلت على اكرومة عظمت نبا

وسرت مع الدنيا مكارمها كما

يسري لها ارج الثناء مع الصبا

حشدت مناقبها جحافل فآغتدت

من كل منقبة ‌تحشد منقبا

ولها بمنقطع الفخار منصة

كرمت بها حسباً وفاقت منصبا

وربيبة الخدر المقدس زانها

علم حوته حبوةً ... لا مكسبا

وندىً كمثل البحر دون نفاده

اليم الخضم .. ولجه ان ينضبا

ومآثر كثر النجوم عدادها

زهواً على كر الليالي ما خبا

زينب العقيلة عاشت في بيت هو مجمع المناقب والشرف والمعجزات، والى ذلك كان ذلك البيت مجمع المصائب والرزايا والبلاءات... فما اوذي نبي، مثل ما اوذي رسول الله المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وما ابتلي وصي، بمثل ما ابتلي به المرتضى علي بن ابي طالب (عليه السلام)، واستمرت النوائب والنوازل والفجائع تترى وتصب على هذا البيت الشريف، فعودي وأوذي، ولم تنته حياة‌ اهل البيت النبوي الا بالقتل، حتى اشتهر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: ما منا الا مقتول أو مسموم.
وامام المصائب كان النبي واهل بيته اصبر الناس، واكثرهم تسليماً لامر الله، وازيدهم شكراً لله ورضىً بقضائه... وكانت منهم زينب العقيلة الطاهرة، حتى لقبت ب (الراضية بالقضاء والقدر)، وحتى كانت من أكمل مصاديق ذلك، تجلى ذلك فيها عند وقوفها مع اخيها الامام الحسين (عليه السلام) في نهضته المقدسة، جنباً الى جنب تشاطره همومه واحزانه، وذلك برحابة صدر وطلاقة وجه، ومحبة اخوية تزيل الهم، وانشراح ينم عن تقبل كل تكليف الهي، وعن رضىً بكل قضاء رباني.
ولا تنقطع زينب العقيلة عن حالاتها من الرضى بقضاء الله تعالى ‌والتسليم لأمره بعد شهادة اخيها الحسين (سلام الله عليه)، بل تمضي في ركاب الامامة ، حتى ‌اذا امر عمر بن سعد باحراق خيام عيال الحسين عصر يوم عاشوراء، ليحرق من فيها ولا يبقي لاهل هذا البيت من باقية من النساء الارامل والاطفال اليتامى، اسرعت زينب بنت امير المؤمنين الى‌ امام زمانها زين العابدين تسأله عن مصيرهم وعما يجب عليها وعلى من معها تجاه حرق الخيام، فأجابها (عليه السلام): عمة، عليكن بالفرار. أجل الفرار على الوجوه في آفاق الصحراء نجاةً بالانفس من الحرق وسحق الخيول بحوافرها التي دعست جمعاً من الاطفال حتى قتلوا.
ذلك هو استفتاء ذامغزى ينم عن التسليم، ثم العمل بما يأمر الامام هو الرضى بعينه، وكان لزينب ذلك المقام الرفيع والدرجة المنيعة من التسليم والرضى معاً، وهما من الملكات الشريفة، والخصال الفاضلة المنيفة، وقد بلغت اعلى درجاتها في اهل البيت وزينب منهم عن رضائها بقضاء الله. اعزاءنا الى حورنا مع ضيف البرنامج الشيخ باقر الصادقي.

*******

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم سلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ باقر الصادقي.
الشيخ باقر الصادقي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المذيع: سماحة الشيخ، ذكر احد العلماء ان من الالقاب التي لقبت بها العقيلة زينب سلام الله عليها من قبل المعصومين لقب الراضية بقضاء الله تبارك وتعالى ما هي دلالات هذا اللقب؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم من الواضح ان من صفات اهل البيت عليهم السلام الحميدة هو التسليم والرضا لقضاء الله عزوجل وهي من هذا البيت الطاهر وابنة علي بن ابي طالب امير المؤمنين (عليه السلام) الذي كان راضياً بقضاء الله وكذلك ابنة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة ومن اسماءها الراضية، وهي المرضية، هناك مظاهر لهذا الرضا بقضاء الله وهي انها عليها السلام الكل يعرف لما استشهد الامام الحسين (عليه السلام) اقبلت الى جثمانه الطاهر ورفعت هذا الجثمان وقالت: الهي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى، الهي تقبل منا هذا القربان، في بعض النسخ هذا القليل يعني الى اشارة الى عظمتك مع انه عظمة الحسين وعظمة اهل البيت لكن لوجه الله اشارة الى عظمتك يعني عظمة الحسين وعظم التضحية لكن لوجه الله، لوجهك يعني شيء قليل لدينك ولجلال عظمتك، هذا في الحقيقة مظهر واضح انها سلام الله عليها رضت بالقضاء وهناك مظاهر اخرى، الرضا انه لم تخرج من فم الحوراء زينب اي كلمة نستفيد منها على الاعتراض على قضاء الله والتذمر وهناك اعظم من هذه الكلمة حينما تقول للظالم عبيد الله بن زياد، مارأيت الى جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وتخاصم، انظر لمن الفرج يومئذ ثكلتك امك ياابن مرجانة، اذن لو تأملنا في جميع كلمات الحوراء زينب وافعالها وسلوكها نستلهم منها الصبر والرضا لقضاء الله تبارك وتعالى.
المذيع: سماحة الشيخ هل يمكن القول بان رضا السيدة زينب سلام الله عليها يتناسب مع معرفتها لله تبارك وتعالى؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم، نعم بلاشك وهي العارفة وهي العالمة غير معلمة وهي التي كانت منذ نعومة اظفارها لما وضعها امير المؤمنين في حجره قالت يا ابه اتحبنا قال، بلى، قالت يا ابه ان كان ولابد فالشفقة لنا والمحبة لله عزوجل، فهذا ان دل على شيء انما يدل على معرفتها وحبها لله هذه المحبة فرض المعرفة.
المذيع: يعني المعرفة بخصوص ان الله تبارك وتعالى لايمكن ان يأتي للانسان الا بما هو فيه صالحه وفيه خيره وفيه رقيه؟
الشيخ باقر الصادقي: بلاشك ولاريب ومن جملة ما تميز به اهل البيت (عليهم السلام) هو الصبر على قضاء الله وبلاءه كما حدث الامام الحسين في خطبته، نصبر على بلاءه ويوفينا اجور الصابرين، نعم فهذه في الحقيقة من جملة الامور التي تستوحيها من الحوراء زينب سلام الله عليها هي راضية بقضاء الله تبارك وتعالى.
المذيع: سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً.

*******

نعم، هذا موقف، وموقف آخر يرويه لنا الشيخ المفيد في (الارشاد) ان عبيد الله بن زياد استعرض في قصره أسارى كربلاء يسأل عن كل فرد منهم، حتى بهت من وجود الامام علي بن الحسين بينهم، وحصل بينهما ما حصل من تهكم عبيد الله واجوبة الامام زين العابدين استغرب لذلك وهو قد اخبر بقتل آل الحسين جميعاً، فسأله: من انت؟
قال: انا علي بن الحسين.
قال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين!
اجابه (عليه السلام): كان لي اخ يسمى (علياً) - اي الاكبر- قتله الناس - اي ظلماً ليس بأمر الله تعالي-.
فقال: ‌ابن زياد: بل الله قتله.
فقال (عليه السلام): الله يتوفى الانفس حين موتها اي الاجل قتله ولم يرض الله تعالى بذلك القتل ظلماً. فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي، وفيك بقية للرد علي! اذهبوا به فاضربوا عنقه.
فتعلقت به عمته زينب وقالت: يا ابن زياد حسبك من دمائنا. واعتنقت ابن اخيها علي بن الحسين وقالت: والله لا أفارقه، فان قتلته فاقتلني معه. فنظر ابن زياد مبهوتاً ثم قال: عجباً للرحم، والله اني لاظنها ودت اني قتلتها معه، دعوة فاني اراه لما به.
واراد ابن زياد ان يتشفى، فسألها: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟!
فأجابته زينب بحزم:ما رأيت الا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا الى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك امك يا ابن مرجانة!

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة