البث المباشر

العقيلة زينب وليدة بنت الوحي الشيخ باقر الصادقي خطبتها في مجلس يزيد مع إلتزامها العفة زينب (ع) الغيورة على حرمات الله عزوجل

السبت 25 مايو 2019 - 12:07 بتوقيت طهران

السلام عليكم احباءنا ورحمة الله، اهلاً بكم ومرحباً في الحلقة الاولى من هذا البرنامج الخاص عن العقيلة «زينب بنت علي، وبنت فاطمة»... وحفيدة المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله)، وهي سليلة الشجرة النبوية، وفرع الدوحة الهاشمية وربيبة بيت الوحي الزكي (سلام ربنا عليها)...

هي الحوراء زينب في علاها

لتقصر كل ذات يد طويله

سليلة احمد مولى الموالي

الا نعمت لأحمد من سليله

بنفسي من حوت أسمى المزايا

ومن للمكرمات غدت خليله

ومن يسمو الثناء‌ بها ويحلو

وأجدر بالنعوت المستطيله

فان كثرت مدائحها وفاضت

تعد بشأنها السامي قليله

فمهما تبلغ الالباب علماً

فلن تحصي مواهبها الجليله

فكانت في البرية كنز طهر

ومصدر كل منقبة جزيله

اليها قد تناهى كل فخر

وفصل بعد فاطمة‌ البتوله

ولا عجب اذا الباري حباها

صفات في العقائل مستحيله

بها من أمها الزهرا سجايا

وشيمة حيدر رمز البطوله

عاشت زينب العقيلة في بيت الوحي والرسالة بين سيد الانبياء، رسول الله (صلى الله عليه وآله)... وسيد الاوصياء، علي امير المؤمنين (عليه السلام) وسيدة النساء، فاطمة الزهراء. وتربت مع أخويها الحسن والحسين وهما كما عبر عنهما جدهما المصطفى: سيدا شباب اهل الجنة. فنمت زينب سلام الله عليها في دار تغمرها الانوار الالهية، وتحيط بها المكارم والاخلاق والمعارف فنشأت على غاية من الطهر والعفاف والشرف الرفيع...
كتب الشيخ عبد الله المامقاني في (تنقيح المقال) معرفاً، ومحتاراً: زينب... وما زينب... وما ادراك من زينب! هي عقيلة بني هاشم، وقد حازت على الصفات الحميدة التي لم يحزها بعد أمها الزهراء احد، حتى حق ان يقال: هي الصديقة الصغرى... فهي من الحجاب والعفاف فريدة لم ير شخصها احد من الرجال من زمان ابيها واخويها الى‌ يوم الطف.
قال يحيي المازني: كنت في جوار امير المؤمنين (عليه السلام) مدةً‌ مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته.. .فوالله ما رأيت لها شخصاً، ولا سمعت لها صوتاً، وكانت اذا ارادت الخروج لزيارة قبر جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخرج ليلاً، والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها، وأمير المؤمنين أمامها، فاذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن مرة، فقال له: أخشى ان ينظر احد الى شخص اختك زينب.

*******

مستمعينا الأفاضل، في هذا البرنامج نسعى للاستهداء بقبسات من أخلاق العقيلة المحمدية زينب، ولنتابع الحديث من خلال هذا الحوارمع الشيخ باقر الصادقي وما تجلى من اخلاقها في خطبتها العلوية في الشام:
المذيع: الشيخ الصادقي خطبة السيدة زينب (سلام الله عليها) في الشام والمعروفة بالخطبة الشامية التي ألقتها في مجلس الطاغية‌ يزيد قد تذكرنا بخطبة أمها الزهراء (سلام الله عليها) في مسجد النبي الاكرم (صلى‌ الله عليه وآله) فيما يرتبط بهذا الجانب وما يرتبط بأخلاق السيدة زينب (سلام الله عليها) وشبهها بأخلاق امها الزهراء (سلام الله عليها) تثار قضية الجامعية بين الالتزام الكامل والشمولي بقضايا العفة بحيث ان الرواة كانوا يذكرون أنها اذا خرجت الى زيارة قبر جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حف بها اخواها الحسنان وامير المؤمنين كي لا يرى شخصها والى هذه الدرجة والدقة كيف يكون حالها وهي تقف وتخطب في مجلس يزيد ما الذي يعبر ذلك؟ تفضلوا.
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم بلاشك ولاريب انها حقيقة ورثت امها السيدة الزهراء في عفتها وفي خدرها. كما تشير بعض الروايات انها لما اقبل رجل اعمى وكان يسأل فأحتجبت عنه الزهراء (سلام الله عليها) فسألها النبي (صلى الله عليه وآله) وهو العارف والعالم لم احتجبت عنه وهو اعمى قالت يا ابه ان كان لايراني فإني اراه ثم يشم الريح يعني الى هذه الدرجة عفاف الزهراء، ‌سبحان الله ورثت زينب (سلام الله عليها) من أمها هذا العفاف فعن يحيى المازني انه قال: جاورت امير المؤمنين ثلاثين سنة فوالله ما رأيت لسيدتي ومولاتي زينب شخصاً وما سمعت لها صوتاً ليس فقط قضية الرؤية لا بل حتى الكلام يعني نتيجة العفة والالتزام- وكانت اذا ارادت الخروج الى زيارة قبر جدها رسول الله (صلى‌ الله علهي وآله) تخرج ليلاً وأمامها أمير المؤمنين وعن يمنها الإمام الحسن والى شمالها الحسين مع ذلك يقول امير المؤمنين يسبقنا الحسن ويطفيء القناديل فسألت لماذا يا ابت تطفيء ضوء القناديل قال: اني اخشى ان يطلع احد الى ظل اختك زنيب. يعني الى هذا المستوى من العفاف والعفة وفعلاً ان عفة المرأة من جملة الاشياء الاخلاقية للمرأة التي ينبغي للمرأة المسلمة‌ان تحذو وتقتدي بالحوراء زينب (سلام الله عليها) ولكن عند التكليف وحينما يقتضي الواجب الشرعي ان تقول كلمة الحق وقد تستوجب ان تقف بين يدي ظالم او ماشابه ذلك لتلقي عليه الحجة فهنا هي في منتهى العفة لكن من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحجة كما خرجت أمها الزهراء (سلام الله عليها) حينما غصب حقها واقبلت وكما يصف الرواة انها لبست ملابسها واقبلت تطيء ذيولها ما تحزم مشيتها مشية الرسول فنيطت دون ملاءة فخطبت تلك الخطبة المعروفة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) وكانت السيدة زينب صغيرة عمرها خمس سنوات في ذلك الوقت وكانت مع امها وهي التي نقلت لنا وان دل على شيء يدل على قوة الضبط والحافظة وطهارة النفس والقلب الذي كان عند الحوراء زينب (سلام الله عليها) بحيث مرة واحدة سمعت هذه الخطبة حفظتها عن ظهر قلب ونقلتها وروتها لنا كما ورد في بلاغات النساء وغيره اذن عفاف السيدة زينب (سلام الله عليها) لا يمنع ان تقف بين يدي يزيد لتقيم الحجة على يزيد وتدافع عن الاسلام.
المذيع: تدافع عن الاسلام في الواقع فيها حالة من الغيرة على المقدسات الالهية بأعتبار ان اساس الخطبة كانت رداً على يزيد الذي صرح في ابياته لابن زعبرى كررها بكفره لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل في الحقيقه هي كانت مواجهة للكفر.
الشيخ باقر الصادقي: نعم هي مواجهة للكفر وفيها معاني الاسلام ودفاع عن مبدأ الحق وعن الاسلام ولذلك علماءنا ومراجعنا عندما تعرضوا لخطبة الحوراء زينب (سلام الله عليها) ذكروا لهذا الموقف موقف اجلال واكبار واذا يسع المجال اذكر لكم ما ذكره الامام كاشف الغطاء وهو احد المراجع والعلماء
المذيع: ان شاء الله سماحة الشيخ في الحلقة المقبلة شكراً لكم سماحة الشيخ.

*******

هذا ما كانت عليه زينب ابنة علي وفاطمة من الجلال والعفاف، ولكنها - وهي الغيورة على الرسالة- وقد رأت دين الاسلام في مهب المخاطر من التحريف والتشويه والتضييع، فنهضت مع اخيها الحسين الى كربلاء، يحيط بها اخوتها واولادها وبنو اخوتها، لتشهد تلك الواقعة العظمى، وتنقل الى التاريخ ما جرى على آل الرسول من الفجائع، ولتكمل مسيرة امام زمانها، ناهضةً بتلك الاعباء الثقيلة والمهمات الجسيمة، ومتحملةً بصبرها كل عناء وألم وحزن وقسوة، وكان من ذلك الاسر المرير وهي حفيدة المصطفى رسول الله وخاتم الانبياء. وكان من ذلك ان تبرز يوم عاشوراء، وتخطب في مجلس عبيد الله بن زياد في الكوفة، وفي مجلس يزيد بن معاوية في الشام... وهي بذلك الجلال المحمدي، والبيان العلوي، والعفاف الفاطمي... انها زينب كعبة الأحزان:

فكم من خطوب ألمت بها

وكم من جروح بها باليه

بكتك دماً يا ابنة المرتضى

مدامع شيعتك الجاريه

أتسبين في كربلا جهرةً

وما لك في نسوة ثانيه!

ويا خفراً اشبهت بالوصي

وبنتاً لأخلاقه حاكيه

ففيك سجاياه قد أشرقت

وفيك شمائله زاهيه

فيا بضعة المصطفى والبتول

وكم لك من نكبة داهيه

فيوماً تزورين قبر النبي

على طخية الليلة الداجيه

يحف بك المرتضى حيدر

وشبلاه في الدجنة الغاشيه

فيخمد مصباح قبر النبي

أبوك لكي لا تري باديه

ويوماً تهاجمك الخيل في المخيم كالأسبع الضاريه.

فمن سالب لبنات الرسول

ومن نازع القرط للجاريه

ومن ضارب ليتامى الحسين

فتباً لأيديهم الجانيه

أتنسى رزاياك في كربلاء

ومالك في الرزء من ثانيه!

 

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة