بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على حبيبنا السراج المنير ومحمد البشير وآله مصابيح الرجى وأهل آية التطهير.
- السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته.
- تحية مباركة نحييكم بها ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
- حديثنا في هذا اللقاء عن إثنين من بيوت النور خلدهما الله تبارك وتعالى في الحجاز ليكونا منارين من منارات الهداية الى الولاء الحق.
- أما الأول فهو مسجد الغدير بين مكة والمدينة.
- والثاني هو مسجد رد الشمس في المدينة المنورة المعروف بمسجد الفضيخ.
- ولكل منهما قصة والتفاضيل نبدأ بعد قليل فابقوا معنا مشكورين.
- مستمعينا الأكارم يقع مسجد الغدير عند غدير خم شرق "الجحفة" على بعد قرابة مئة وخمسين كيلومتراً من مكة المكرمة.
- وقد بناه المسلمون منذ صدر الإسلام تخليداً لواقعة الغدير الشهيرة التي نفذ فيها رسول الله صلى الله عليه وآله أمر الله تبارك وتعالى بإعلان أميرالمؤمنين علي ولياً وخليفة من بعده صلى الله عليه وآله.
- وقد روي فضل كبير لزيارة هذا المسجد والصلاة فيه ففي كتاب من لا يحضره الفقيه وغيره مسنداً الإمام الصادق عليه السلام قال:
- يستحب الصلاة في مسجد الغدير لأن النبي صلى الله عليه وآله أقام فيه أميرالمؤمنين عليه السلام وهو موضع أظهر الله فيه الحق.
- وقال عليه السلام لمن سأله عن الصلاة في مسجد الغدير وهو مسافر: (صل فيه فإن فيه فضلاً وقد كان أبي محمد الباقر عليه السلام يأمر بذلك).
- ويستفاد من الروايات الشريفة، إستحباب إستذكار قيم الولاء والبراءة التي تجلت في مجريات واقعة الغدير أثناء زيارة هذا المسجد المبارك.
- وهذا ما تشير إليه الرواية التالية المروية في كتاب تهذيب الأحكام ومن لا يحضره الفقيه وغيرهما مسنداً عن حسان الجمال قال:
- حملت أبا عبد الله الصادق عليه السلام من المدينة إلى مكة ، فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة المسجد فقال : ذاك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
- قال الراوي: ثم نظر في الجانب الآخر فقال : هذا موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح فلما ان رأوه رافعا يده قال : بعضهم انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين).
- مستمعينا الأفاضل، أما المسجد الثاني فهو مسجد الفضيخ الذي يقع شرقي مسجد قباء، وفيه نزلت آيات تحريم الخمر فأرهق الأنصار ما كان عندهم من النبيذ.
- وكان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قد صلى ست ليال في موضع هذا المسجد أيام حصاره لبني النضير الأمر الذي ضاعف فضيلة هذه المسجد المبارك.
- ويسمى هذا المسجد بمسجد الشمس أو رد الشمس لأنه الموضع الذي شهد كرامة رد الله الشمس للإمام علي – عليه السلام – لكي يصلي صلاة العصر كما ورد في الرواية المشهورة التي رواها علماء مختلف المذاهب الإسلامية.
- وروي في كتاب الكافي مسنداً عن عمار بن موسى قال ، دخلت أنا وأبو عبد الله ( عليه السلام) مسجد الفضيخ فقال : يا عمار ترى هذه الوهدة؟ قلت : نعم ، قال : كانت امرأة جعفر التي خلف عليها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قاعدة في هذا الموضع ومعها ابناها من جعفر فبكت.
- فقال لها ابناها : ما يبكيك يا أمه ؟ قالت : بكيت لأمير المؤمنين ( عليه السلام) فقالا لها : تبكين لأمير المؤمنين ولا تبكين لأبينا ؟ قالت : ليس هذا هكذا ولكن ذكرت حديثا حدثني به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذا الموضع فأبكاني ، قالا : وما هو ؟
- قالت : كنت أنا وأمير المؤمنين في هذا المسجد فقال لي : ترين هذه الوهدة ؟ قلت : نعم قال: كنت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله ) قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري – وقد صلى هو العصر دوني - ثم خفق حتى غط فكرهت أن أحرك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله (صلى الله عليه وآله )
- ثم قال عليه السلام: حتى ذهب الوقت وفاتت فانتبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا علي صليت ؟ قلت : لا ،قال : ولم ذلك ؟ قلت : كرهت أن أوذيك قال : فقام واستقبل القبلة ومد يديه كلتيهما وقال : اللهم رد الشمس إلى وقتها حتى يصلي علي فرجعت الشمس إلى وقت الصلاة حتى صليت العصر ثم انقضت انقضاض الكوكب.
- شكراً لكم مستمعينا الأفاضل على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (بيوت النور) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- دمتم في أمان الله بكل خير ورحمة وبركة.