بسم الله والحمد لله منير القلوب بأنوار موالاة ومودة سراجه المنير محمد المصطفى الهادي المختار وآله الأطهار صلوات الله عليه وآله الأطهار.
- السلام عليكم أيها الأفاضل ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- أيها الأفاضل، إن من المهام الأساسية للمحمديين تطهير بيوت النور الإلهي من جميع أشكال الشرك والوثنية.
- وهم في ذلك يقتدون بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله، فقد إقترنت دعوته ومنذ بداياتها بالسعي لتطهير بيت الله الحرام من الأصنام والأوثان التي تشكل أوضح مظاهر الشرك الجلي.
- وإلى جانبها هناك أصنام وأوثان أخطر ينبغي تطهير بيوت النور الإلهي منها، مثل أوثان تسخير المساجد المعظمة والمشاهد المشرفة كمراكز دعاية للسلطويين والطواغيت، كما نشهد ذلك في كثير من بقاع العالم الإسلامي.
- وتحدثنا مصادر السيرة النبوية عن اهتمام النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – بتطهير الكعبة المعظمة من رجس الأوثان المادية والمعنوية، لكي تبقى سيدة بيوت النور التي تشع بنور التوحيد الخالص وتهدي به الخلق الى الله تبارك وتعالى.
- وقد إختار الله عزوجل سيد الأوصياء الإمام علي أميرالمؤمنين – عليه السلام – لكي يتولى التطهير المحمدي للبيت الحرام من أكبر الأصنام، وقد أجمع المؤرخون على أنه هو الذي أسقط الصنم الأكبر من على ظهر الكعبة يوم فتح مكة، قثد رووا عنه – عليه السلام – أنه قال:
- انطلق رسول الله « صلى الله عليه وآله » حتى أتى بي الكعبة ، فقال : أجلس فجلست بجنب الكعبة فصعد رسول الله « صلى الله عليه وآله » على منكبي فقال : إنهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال : أجلس فجلست ثم قال : يا علي ، إصعد على منكبي ففعلت ، فلما نهض بي خيّل إلي لو شئت نلت أفق السماء ! فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول الله « صلى الله عليه وآله » فقال : ألق صنمهم الأكبر .
- ثم قال أميرالمؤمنين عليه السلام: فألقيت الأصنام ولم يبق إلا صنم خزاعة وكان من نحاس موتد بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : عالجه : "جَاء الحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً .
- قال الإمام علي عليه السلام: فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه . فقال لي رسول الله « صلى الله عليه وآله » : إقذف به فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير ، ثم نزلت .
- وجاء في تتمة الرواية أن علياً « عليه السلام » أراد أن ينزل فألقى نفسه من صوب الميزاب ، تأدباً وشفقة على النبي « صلى الله عليه وآله » ، ولما وقع على الأرض تبسم فسأله النبي « صلى الله عليه وآله » عن تبسمه ؟ فقال لأني ألقيت نفسي من هذا المكان الرفيع وما أصابني ألم . فقال –صلى الله عليه وآله : كيف يصيبك ألم وقد رفعك محمد وأنزلك جبريل؟!
- مستمعينا الأكارم، ويستفاد من الروايات المعتبرة أن مبادرة سيد الوصيين لتطهير بيت الله الحرام من أكبر الأصنام بالخصوص، بدأت قبل الهجرة الى المدينة، أي في الوقت الذي كان فيه صناديد قريش وطواغيتها في ذروة طغيانهم وحربهم ضد الدعوة المحمدية البيضاء وأتباعها.
- وهذا ما صرحت به روايات عدة مروية من طرق علماء مدرسة الثقلين في كتاب الفضائل لإبن شاذان وغيره، وقد نقلناها في حلقة سابقة وفيها وصف دقيق لأكبر الأصنام التي كانت منصوبة على الكعبة في تلك الأيام، وقد ذكرت الرواية تحطيم سيد الأوصياء عليه السلام لذاك الصنم الأكبر.
- أيها الإخوة والأخوات، وثمة رواية ثانية من طرق أهل السنة وقد صرح الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد بأن رجال سندها كلهم ثقاة، تتحدث عن إسقاط علي عليه السلام لأكبر صنم على سطح الكعبة قبل الهجرة أيضاً، وفيها إشارة إلى إعجاز إلهي أيّد النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في هذه الواقعة لأن الصنم تكسر كما تنكسر القوارير الزجاجية رغم أنه كان من نحاس.
- وقد روى هذه الواقعة عديد من علماء أهل السنة كالبراز وأبي يعلى وأحمد بن حنبل وجاء كما في مسند أحمد بن حنبل عن أبي مريم عن علي ( عليه السلام ) قال: انطلقت أنا والنبي (صلى الله عليه وآله) حتى أتينا الكعبة ، فقال لي رسول الله : اجلس ، وصعد على منكبي فنهضت به ، فرأى مني ضعفا ، فنزل وجلس لي نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه.
- وتابع أميرالمؤمنين عليه السلام روايته قائلاً : فنهض – صلى الله عليه وآله - لي فإنه تخيل إلي أني لو شئت لنلت أفق السماء ، حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس ، فجعلت أزاوله عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه فقال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اقذف به ، فقذفت به فتكسر كما تنكسر القوارير ، ثم نزلت وانطلقت أنا ورسول الله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس .
- نشكركم أطيب الشكر على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامج (بيوت النور) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- جعلنا وإياكم ممن يعمر بيوت الله بصالحات الأعمال ويستنير بأنوارها في كل حال.
- اللهم آمين، والى لقاء مقبل بإذن الله نستودعكم الله ودمتم في رعايته سالمين والحمد لله رب العالمين.