بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على مطالع نور الله المصطفى محمد سراج الله وآله مصابيح الهداية الى الله.
- السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
- من الآيات البينات التي إشتمل عليها المسجد الحرام هو الحجر الأسود وقد إستفاضت الأحاديث الشريفة نصرحة بأنه رمز تجديد ميثاق التوحيد الخالص؛ وأن الله أهبطه من جنانه وأنه يشهد لمستلميه يوم القيامة.
- هذه الأحاديث رويت بأسانيد صحيحة ومعتبرة في مراجع الحديث عن مختلف الفرق الإسلامية.
- نختار منها حديثاً جامعاً رواه ثقة الإسلام الشيخ الكليني بسنده عن العبد الصالح بكير بن أعين قال:
- سألت أباعبدالله الصادق عليه السلام فقلت: لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره، ولأي علة يُقبّل هذا الحجر؟ ولأي علة أخرج من الجنة، ولأي علة وضع ميثاق العباد والعهد فيه؟
- فقال الإمام الصادق – عليه السلام -: إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود في ذلك الركن لعلة الميثاق، وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورم ذريتهم... أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان.
- ثم قال – عليه السلام -: وأما القبلة والإستلام فلعلة العهد تجديداً لذلك العهد والميثاق وتجديداً للبيعة ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة ويؤدوا إليه ذلك العهد والأمانة اللذين أخذا عليهم ألا ترى أنك تقول أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة؟
- ثم قال الإمام الصادق – عليه السلام – عن الحجر الأسود: وهو الحجة البالغة من الله عليهم – يوم القيامة يجيء وله لسان ناطق وعينان في صورته الأولى يعرفه الخلق ولا ينكره يشهد لمن وافاه وجدد العهد والميثاق عنده بحفظ العهد والميثاق وأداء الأمانة ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسي الميثاق بالكفر والإنكار.
- مستمعينا الأفاضل، ويحدثنا الإمام الصادق عن الآية الإلهية البينة في الحجر الأسود وعند ركنه المعظم منذ عهد آدم والى زمن ظهور خاتم الأوصياء المهدي الموعود عجل الله فرجه.
- فقد أنزله الله عزوجل من الجنة ليكون تذكرة لآدم عليه السلام بدار القرار والجنة التي فارقها لما عصى وبهذا فإن هذا الحجر المقدس هو مظهر تجديد العهود بالعمل في الدنيا لإعمار الآخرة.
- كما أنه هذه الآية البينة التي يشتمل عليها سيد بيوت النور أي الحجر الأسود ستكون منطلق خاتم الأوصياء المهدي الموعود في حركته الإصلاحية الكبرى التي بها يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، لأن هذا الحجر المقدس يمثل رمز الميثاق الإلهي.
- قال الإمام الصادق عليه السلام: والى الركن الذي فيه الحجر بسنده القائم المهدي ظهره عند خروجه فأول من يبايعه جبرئيل، فيكون الحجر الحجة والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافاه في ذلك المكان وعلى من أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذه الله عزوجل على العباد.
- والمقصود هنا مستمعينا الأفاضل، أن إستناد المهدي الموعود عند ظهوره عجل الله فرجه على الركن الذي فيه الحجر الأسود، يتضمن الهداية إلى أن مصداق الإلتزام بالميثاق والعهود الإلهية يتمثل في مؤازرة قائم آل محمد – صلى الله عليه وآله – ونصرته في تحقيق الوعد الإلهي بملئ الأرض بالقسط والعدل.
- أي تحويل الأرض كل الأرض إلى جنة مفعمة بالبركات، نظير الجنة السماوية التي أهبط منها الله تبارك وتعالى الحجر الأسود.
- والمعنى المتقدم تشير إليه عدة من الروايات الشريفة التي رواها حفاظ أهل السنة عن رسول الله – صلى الله عليه وآله - : أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن لم يدرك بيعة رسول الله فمسح على الحجر فقد بايع الله ورسوله.
- وروي في كتاب تهذيب الأحكام عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: إستلموا الركن فإنه يمين الله في خلقه يصافح بها خلقه.. ويهد لمن إستلمه بالموافاة.
- ومعلوم أن مبايعة خاتم الأوصياء المحمديين المهدي عجل الله فرجه هي مصداق البيعة لله ولرسوله صلى الله عليه وآله.
- وهذا سر ما ورد في الأحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين، وفيها تأكيد بأن الله تبارك وتعالى إختار بيته الحرام منطلقاً لخروج بقيته الإمام المهدي عندما يأذن بظهوره عجل الله فرجه الشريف.
- فمثلاً روي في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي مسنداً عن الإمام محمد الباقر عليه السلام قال: كأني بالقائم يوم عاشوراء قائماً بين الركن والمقام بين يديه جبرئيل ينادي: البيعة لله، فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
- وقال – عليه السلام – في حديث آخر عن خروج المهدي الموعود: (فإذا خرج أسند ظهره الى الكعبة، فأول ما ينطق به هذه الآية "بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين"
- ثم يقول عجل الله فرجه: أنا بقية الله وحجته وخليفته.. إنا ننصر الله فالله الله فينا لا تخذلونا وأنصرونا ينصركم الله.
- قال الباقر عليه السلام: فيجمع الله عليه أصحابه.. فيبايعونه بين الركن والمقام ومعه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله.
- نشكركم أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (بيوت النور).
- قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- شكراً لكم وفي أمان الله.