البث المباشر

التأييد الاعجازي للتطهير المحمدي العلوي لبيت الله

الثلاثاء 7 مايو 2019 - 10:27 بتوقيت طهران

بسم الله والحمد لله منير السموات والأرضين بمطالع نوره المبين محمد المصطفى الأمين وآله الأطيبين الأطهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
- سلام من الله عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة منه وبركات.
- أطيب التحيات تحية الإيمان والولاء نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- أيها الأفاضل، عند نطالع روايات التطهير المحمدي العلوي لأول بيوت النور وسيدها بيت الله الحرام يوم فتح مكة نلاحظ بوضوح إنزال الله تبارك وتعالى عدة من مصاديق التأييد إلا عجازي لهذا العمل المقدس، فما الدلالات التي نستفيدها من ذلك؟
- قبل الإجابة عن هذا السؤال، نستعرض الروايات التي تضمنت بعض مصاديق هذا التأييد الإعجازي، ونبدأ بما رواه الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد ولخص فيه عدة أحاديث شريف مروية عن الإمامين جعفر الصادق وعلي الرضا عليهما السلام بهذا الشأن.
- قال رضوان الله عليه: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد ، وجد فيه ثلاثمائة وستين صنما ، بعضها مشدود ببعض بالرصاص ، فقال لأمير المؤمنين عليه السلام : " أعطني يا علي كفا من الحصى فقبض له أمير المؤمنين كفا فناوله ، فرماها به وهو يقول : ( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) فما بقي منها صنم إلا خر لوجهه ، ثم أمر بها فأخرجت من المسجد فطرحت وكسرت .
- مصداق آخر من التأييد الإعجازي لعملية تطهير بيت الله المعظم من الأوثان أورده المفسر الأقدم محمد بن السائب الكلبي في تفسيره فقال كما نقل عنه السيد ابن طاووس في كتاب "سعد السعود":
- ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما فتح مكة وجد في الحجر أصناما مصفوفة حوله ثلاثمائة وستين صنما صنم كل قوم بحيالهم وكانت معه مخصرة – أي عصا - بيده فجعل يأتي الصنم فيطعن في عينيه أو في بطنه ثم يقول جاء الحق يقول ظهر الاسلام وزهق الباطل يقول وهلك الشرك وأهله والشيطان وأهله ان الباطل كان زهوقا فجعل الصنم ينكب لوجهه إذا قال رسول الله ذلك فجعل أهل مكة يتعجبون ويقولون فيما بينهم ما رأينا رجلا أسحر من محمد ( صلى الله عليه وآله) .
- أيها الإخوة والأخوات، ونستذكر من قراءة رواية رواها جار الله الزمخشري في تفسير الكشاف، المقولة التوحيدية الشهيرة التي واجه بها الولي الإبراهيمي الموحد عبد المطلب سلام الله عليه عزم إبرهة الحبشي على هدم الكعبة حيث قال: إن للبيت رباً يحميه.
- فمن مصاديق هذه الحماية تكليف صفوته المنتجبين لتطهيره من مظاهر الشرك وإعامتهم على ذلك، قال الزمخشري:
- كان حول البيت ثلثمائة وستون صنما، صنم كل قوم بحيالهم. وعن ابن عباس قال: كانت لقبائل العرب يحجون إليها وينحرون لها، فشكا البيت إلى الله عزوجل فقال: أي رب حتى متى تعبد هذه الأصنام حولي دونك؟ فأوحى الله إلى البيت: إني سأحدث لك نوبة جديدة فأملؤك خدودا سجدا يدفون إليك دفيف النسور ويحنون إليك حنين الطير إلى بيضها لهم عجيج حولك بالتلبية.
- ثم قال ابن عباس: ولما نزلت آية جاء الحق وزهق الباطل يوم الفتح قال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: خذ مخصرتك ثم ألقها، فجعل يأتي صنما صنما وهو ينكث بالمخصرة في عينه ويقول: جاء الحق وزهق الباطل، فينكب الصنم لوجهه حتى ألقاها جميعاً، وبقي صنم خزاعة فوق الكعبة وكان من قوارير صفر – أي نحاس -. فقال رسول الله: يا علي إرم به، فحمله رسول الله صلى الله عليه وآله حتى صعد فرمى به فكسره، فجعل أهل مكة يتعجبون ويقولون: ما رأينا رجلاً أسحر من محمد.
- مستمعينا الأفاضل، تدلنا هذه الروايات وما فيها من تأييد إعجازي على حقيقة إستمرار الرعاية الإلهية لبيوت النور لكي تبقى منارات للتوحيد الخالص.
- هذا أولاً وثانياً تعرفنا بأولياء الله الصادقين الذين إصطفاهم عزوجل لحفظ بيوت نوره وأيدهم وأظهر للعالمين كرامتهم عليه لكي يقتدوا بهم في حفظ وإعمار بيوت النور.
- وهذا ما تدلنا عليه بكل وضوح الرواية التالية التي رواها علماء أهل السنة بأسانيدهم عن أبي هريرة قال :
- قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم فتح مكة لعلي ( عليه السلام ) : أما ترى هذا الصنم يا علي على الكعبة ؟ قال علي : بلى يا رسول الله ، قال : فأحملك تتناوله ، قال علي : بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال : لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا علي.
- قال أبو هريرة: فضرب رسول الله يديه إلى ساقي علي ( عليه السلام ) فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ، ثم قال له : ما ترى يا علي ؟ قال : أرى أن الله عز وجل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء بيدي لمسستها ، فقال له : تناول الصنم يا علي ، فتناوله علي ( عليه السلام ) فرمى به ، ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من تحت علي وترك رجليه فسقط على الأرض ، فضحك ، فقال له : ما أضحكك يا علي ؟ فقال : سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شئ ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كيف يصيبك وإنما حملك محمد وأنزلك جبرئيل.
- وقد خلّد كثير من شعراء الإسلام هذه المعجزة الإلهية في إشعارهم منه إمام المذهب الشافعي محمد بن إدريس حيث أنشأ في ذلك كما نقل ذلك الحافظ القندوزي في كتاب "ينابيع القربى" أبياتاً نسبها آخرون لحسان بن ثابت، ولعل الشافعي كان يرددها فنسبت إليه وهي وقوله:

قيل لي قل في عليٍّ مدحاً

ذكره يخمد ناراً مؤصده

قلت لا أقدم في مدح امرئ

ضل ذو اللب إلى أن عبده

والنبي المصطفى قال لنا

ليلة المعراج لما صعده

وضع الله بظهري يده

فأحسَّ القلب أن قد برده

وعلي واضع أقدامه

في محل وضع الله يده


- مستمعينا الأكارم، وكان لهذه المعجزة الإلهية أثرها في هداية بعض ضيوف بيت الله المعظم إلى معرفة الولاء الحق بعد أن كان خارجياً يتبرأ من أميرالمؤمنين عليه السلام.
- وهذا ما ننقله لكم إن شاء الله في حلقة مقبلة من برنامجكم (بيوت النور)؛
- فإلى حينها نستودعكم الله بكل خير
- ولكم خالص الدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران
- في أمان الله

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة