البث المباشر

بركات البيت الحرام

الثلاثاء 7 مايو 2019 - 10:27 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد نور السموات والأرض ومنيرها بمشارق نوره المبين المصطفى محمد الأمين وآله الأطيبين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
- السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله..
- تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
- وحديثنا فيها سيكون بعون الله عن بعض أوجه البركة التي جعلها تبارك وتعالى في بيته المعظم، ومع إشارات إلى سبل الإنتفاع من هذه البركة لمن أمّ هذا البيت ببدنه أو بقلبه.
- وقد بشرنا الرب الكريم في كتابه المجيد بأنه وضع هذا البيت لكي ينتفع به الناس عموماً، ولذلك جعله مباركاً، وقد عرفنا في حلقة سابقة أن من بركاته الآيات البينات التي خلدها الله فيه، كمقام إبراهيم الخليل عليه السلام وأثر قدميه على حجره والشق الذي أوجده الله في جدار الكعبة لكي تدخل السيدة فاطمة بنت أسد وتلد في فناء الكعبة أميرالمؤمنين عليه السلام.
- ونتعرف في لقاء اليوم إلى مصاديق أخرى من بركات سيد بيوت النور وأولها ممهدين لذلك بالتبرك بالإستماع للنص القرآني بشانها وهو قوله عزوجل:
إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ{۹٦} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ{۹۷}
- صدق الله العلي العظيم.. وفي القرآن الكريم إشارات أخرى إلى كون هذا البيت المعظم هو أول بيوت النور الإلهي يحدثنا عنها مولانا الإمام جعفر الصادق وهو عليه السلام ينبئ عن حج الأنبياء – عليهم السلام – له قبل الإسلام لعظيم بركاته.
- أجل فقد روى العالم الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره الروائي القيم قال: قال الحلبي سئل أبو عبد الله عليه السلام عن البيت أكان يحج قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وآله ؟ فقال عليه السلام: نعم وتصديقه في القرآن قول شعيب حين قال لموسى حيث تزوج "على أن تأجرني ثماني حجج " ولم يقل ثماني سنين.
- ثم قال – عليه السلام - : وان آدم ونوحا حجا وسليمان ابن داود قد حج البيت بالجن والانس والطير والريح ، وحج موسى علي جمل أحمر يقول لبيك لبيك ، وانه كما قال الله : " ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين " وقال : " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" وقال " ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود " وان الله أنزل الحجر لادم وكان البيت [قائماً].
- أيها الإخوة والأخوات، والبركات التي جعلها الله في بيته المعظم ثابتة مستقرة لا زوال لها يمكن لطالبيها الحصول عليها في كل زمان حفظها الله لهم مثلما حفظ الآيات البينات فيه ليستدلوا بها على كرامة هذا البيت وبركاته.
- وهذا ما أشار إليه العلامة الأديب السيد الشريف الرضي في كتابه القيم (حقائق التأويل) وهو يتحدث عن الآيات الكريمة التي إستنرنا بها في بداية اللقاء؛ قال – رضوان الله عليه -:
- المراد بذلك أن أول بيت امر الله تعالى ببنائه البيت الحرام ، لما أراد الله سبحانه من تعظيم قدره وإسناء ذكره ونفع الناس به ، ومما يقوي ذلك قول إبراهيم وإسماعيل : ( ربنا تقبل منا ) فدل ذلك على أنهما جعلا بناء البيت جهة من جهات القربة إلى الله سبحانه في اتباع امره والعمل لوجهه ، فكان فحوى هذا الكلام يحتمل أن يكونا أمرا بأمر فاتبعاه.
- ثم قال السيد الشريف الرضي – رضوان الله عليه -: ومعنى قوله تعالى : ( مباركا ) أي : ثابت النفع للناس ، لان أصل البركة مأخوذ من الاستقرار والثبوت ، وهو قولهم : برك بركا وبروكا ، إذا ثبت على حاله ، والبركة : ثبوت الخير واستقراره وزيادته ونماؤه ، ومنه قولهم : ( تبارك الله ) أي : ثبت ولم يزل ولا يزال ، وقد يمكن - على ما قدمناه - أن يكون معنى كونه مباركا ثبوت العبادة فيه ولزومها واستمرارها واتصالها ، على ما يحكى من أن الطواف به لا يكاد ينقطع ليلا ولا نهارا ، أو التوجه إليه في الصلاة متصل على وجه الدهر لا انقطاع له ولا زوال .
- مستمعينا الأكارم، ومن بركات أول بيوت النور وسيدها أن للنظر إلى الكعبة المعظمة التي يضمها ثواباً عظيماً وغفراناً جزيلاً يتفضل به الله للناظر إليها أو للذي يحن قلبه للنظر إليها أو لزيارتها.
- وهذا ما بشرنا به عديد من الأحاديث الشريفة نستنير ببعضها رواها ثقة الإسلام في كتاب الكافي بأسانيده عن الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – أنه قال:
- إن للكعبة للحظة في كل يوم يغفر لمن طاف بها أو حن قلبه إليها أو حبسه عنها عذر.
- وقال – عليه السلام -: من نظر إلى الكعبة لم يزل تكتب له حسنة وتمحى عنه سيئة حتى ينصرف ببصره عنها.
- وقال – صلوات الله عليه -: النظر إلى الكعبة عبادة والنظر إلى الوالدين عبادة والنظر إلى الإمام عبادة ومن نظر إلى الكعبة كتبت له حسنة ومحييت عنه عشر سيئات.
- وقال سلام الله عليه: من نظر إلى الكعبة بمعرفة فعرف من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها غفر الله له ذنوبه وكفاه هم الدنيا والآخرة.
- مستمعينا الأفاضل، يتضح من الأحاديث المتقدمة أن بركات النظر إلى الكعبة المعظمة لا تقتصر على من يزورها ببدنه، بل تشمل حتى من يحن إليها أو ينظر إليها بقلبه من بعد وهو يتوجه لإقامة الصلاة فيستقبلها، أو من ينظر إلى صورتها.
- وهذه أمور متاحة للجميع يتضح منها أن الحصول على هذه البركات متاحة للجميع في كل زمان ومكان، فهي من أبواب الخير والبركة التي لا ينبغي الغفلة عنها، وفقنا الله وإياكم مستمعينا الأعزاء للإنتفاع من تلك البركات العظيمة.
- اللهم آمين، وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامج (بيوت النور) شاكرين لكم أيها الأطائب طيب الإستماع لها.
- ولكم دوماً خالص الدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في رعاية الله سالمين والحمد لله رب العالمين.
- في أمان الله...

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة