البث المباشر

نور التوبة في المسجد الحرام

الثلاثاء 7 مايو 2019 - 09:27 بتوقيت طهران

بسم الله نور السموات والأرضين ومنيرهما بمطالع نوره المبين المصطفى سراجه المنير وآله مصابيخ هداه وأهل آية التطهير صلوات الله عليهم أجمعين.
- السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته.
- نحييكم بأطيب تحية وندعوكم لمرافقتنا في حلقة اليوم من سياحتنا المعنوية في بيوت النور.
- نستضيء في هذا اللقاء بنور التوبة والتحرر من كل أسر، وهو النور الذي يشع من سيد هذه البيوت المسجد الحرام وهو البيت العتيق منذ بدء تأسيسه.
- تابعونا على بركة الله.
- مستمعينا الأفاضل، تصرح الأحاديث الشريفة بأن الله تبارك وتعالى قد جعل المسجد الحرام والطواف حول كعبته المعظمة وسيلة لتنور عباده بنور التوبة إليه والتسليم لأوامره والتحرر من أسر المعاصي بمختلف مراتبها.
- وهذا ما يخبرنا عنه مولانا الإمام باقر علوم النبيين عليه السلام في الحديث الذي رواه ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال:
- بينا أبي ( عليه السلام ) وأنا في الطواف إذا أقبل فقال : السلام عليك فالتفت إليه أبي وأنا فرددنا عليه السلام ثم قال : أسألك رحمك الله ، فقال له أبي (عليه السلام) : نقضي طوافنا، ثم تسألني ،
- قال الصادق عليه السلام: فلما قضى أبي الطواف دخلنا الحجر فصلينا الركعتين ، ثم التفت فقال : أين الرجل يا بني فإذا هو وراءه قد صلى ، فقال : ممن الرجل ؟ قال : من أهل الشام ؟ فقال : ومن أي أهل الشام ؟ فقال : ممن يسكن بيت المقدس ، فقال : قرأت الكتابين قال : نعم ، قال : سل عما بدالك ، فقال : أسألك عن بدء هذا البيت – يعني الكعبة المعظمة -.
- قال الصادق عليه السلام: فقال أبي يا أخا أهل الشام اسمع حديثنا ولا تكذب علينا فإنه من كذب علينا في شئ فقد كذب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن كذب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد كذب على الله ومن كذب على الله عذبه الله عز وجل . أما بدء هذا البيت فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة : " إني جاعل في الأرض خليفة " ( ٤ ) فردت الملائكة على الله عز وجل فقالت : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فأعرض عنها فرأت أن ذلك من سخطه فلاذت بعرشه
- ثم قال الباقر عليه السلام: فأمر الله ملكا من الملائكة أن يجعل له بيتا في السماء السادسة يسمى الضراح بإزاء عرشه فصيره لأهل السماء يطوف به سبعون ألف ملك في كل يوم لا يعودون ، ويستغفرون ، فلما أن هبط آدم إلى السماء الدنيا أمره بمرمة هذا البيت وهو بإزاء ذلك فصيره لآدم وذريته كما صير ذلك لأهل السماء .
- ويستفاد – مستمعينا الأكارم – من الرواية أن نور التوبة والتطهر من الذنوب يتحقق في الطواف بالكعبة المعظمة خاصة، وهذا ما تصرح به الرواية الثانية التي نقلها الشيخ الكليني لهذه الواقعة بسنده عن الإمام الصادق.
- قال الصادق عليه السلام: كنت مع أبي في الحجر فبينما هو قائم يصلي إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال أخبرني أي شئ كان سبب الطواف بهذا البيت ؟
- قال الصادق عليه السلام فقال أبي عليه السلام: إن الله عز وجل لما أمر الملائكة أن يسجد والآدم ( عليه السلام ) ردوا عليه فقالوا : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " قال الله تبارك وتعالى : " إني أعلم ما لا تعلمون " فغضب عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح وهو البيت المعمور ، ومكثوا يطوفون به سبع سنين ويستغفرون الله عز وجل مما قالوا ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم فهذا كان أصل الطواف ، ثم جعل الله البيت الحرام حذوا الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لهم.)
- أيها الإخوة والأخوات، يستفاد من هاتين الروايتين أن من أدب زيارة المسجد الحرام إجتهاد الزائر – سواء كان في حج أو عمرة – الى الإستنارة بنور التوبة خاصة وهو يطوف بالكعبة المعظمة.
- وعندما نلاحظ أن مبدأ جعل الله لبيته الحرام مناراً للتوبة كان لكي يتوب ملائكته من إعتراضهم على مشيئته الحكيمة بجعل خليفة له في الأرض، يتضح أن أهم ما ينبغي لزائر هذا البيت المبارك هو أن يجدد فيه عهد التسليم المطلق لمشيئة ربه الكريم الحكيم ويطهر قلبه من جميع أشكال الإعتراض عليها.
- وهذا الأدب ينبغي للمصلي أيضاً العمل به وهو يستقبل الكعبة المعظمة عند كل صلاة، وذلك بأن يستشعر بقلبه روح التوبة من كل تمرد على إرادة الله وأوامره ووصاياه تبارك وتعالى.
- وفقنا الله وإياكم مستمعينا الأعزاء للإستنارة في كل حين بهذا النور من أنوار سيد بيوت النور البيت العتيق الذي جعله تبارك وتعالى بيت التسليم المطلق لمشيئته وهذا هو جوهر الإسلام الحق.
- اللهم آمين.. وبهذا ننهي أيها الإخوة والأخوات حلقة اليوم من برنامجكم بيوت النور قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- شكراً لكم وفي أمان الله..

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة