بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين. أهلا بكم – أيها الأعزاء – في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقنتا طيبا ومفيدا.
قال أميرالمرمنين علي عليه السلام في الحث على التقوى: "إعلموا عباد الله، أن التقوى دار حصن عزيز، والفجور دار حصن ذليل، لا يمنع أهله، ولا يحرز من لجأ إليه، ألا وبالتقوى تقطع حمة الخطايا، وباليقين تدرك الغاية القصوى".
مستمعينا الأعزاء: في كلماته النورانية هذه يشير الإمام عليه السلام بوضوح إلى أهمية التقوى وهي العمل بما أمر الله تبارك وتعالى به، والإنتهاء عما نهى عنه. (والحصن) هو الموضع المنيع، والمراد: أن المتقي يحرز االنجاة ويأمن من المخاوف.
وأما الفجور فـ (لا يحرز من لجأ إليه): أي لا يحفظ من اعتصم به. و(الحمة): هي إبرة العقرب والمراد: أن التقوى هي الحصانة المانعة للإنسان من ارتكاب المآثم. و(اليقين): هو العلم وزوال الشك، وفسر بالتوكل على الله تعالى والتسليم لأمره، والرضا بقضائه والتفويض إليه. و(الغاية القصوى) النهاية التي ليس بعدها شيء، والمراد بها الجنة.
مستمعينا الأكارم: ونبقى مع كلام إمام الفصاحة والبلاغة أميرالمؤمنين علي عليه السلام حيث قال: "عباد الله، الله الله في أعز الأنفس عليكم وأحبها إليكم، فإن الله قد أوضح لكم سبيل الحق، وأنار طرقه فشقوة لازمة، أو سعادة دائمة، فتزودوا في أيام الفناء لأيام البقاء، قد دللتم على الزاد، وأمرتم بالظعن وحثثتم على المسير، فإنما أنتم كركب وقوف، لاتدرون متى تؤمرون بالمسير".
مستمعينا الأفاضل: سبيل الحق: طريقه، و(تزودوا): أي حصلوا في أيام الدنيا ما ينفعكم … و(أيام الفناء): أي الدنيا، و (أيام البقاء): أي الآخرة. و(الظعن): المسير، و(لا تدرون متى تؤمرون بالمسير) والمراد بذلك الموت.
نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين الذين يعملون لآخرتهم إنه سميع مجيب. وقبل الوداع ننور قلوبنا مرة أخرى بالإستماع لكلام أميرالمؤمنين عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال: "إعلموا عباد الله، أن التقوى دار حصن عزيز، والفجور دار حصن ذليل: لا يمنع أهله، ولا يحرز من لجأ إليه. ألا وبالتقوى تقطع حمة الخطايا، وباليقين تدرك الغاية القصوى".
وختاما – أيها الأحبة الكرام – نشكركم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله تعالى والسلام عليكم.