بسم الله الرحمن والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين محمد المصطفى وآله الطاهرين، أهلاً بكم - ايها الاعزاء - في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتا طيبا ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: "عباد الله، إنّ الدّهر يجري بالباقين كجريه بالماضين، لا يعود ما قد ولّى منه، ولا يبقى سرمداً ما فيه، آخر فعاله كأوّله، متسابقةٌ أموره متظاهرةٌ أعلامه، فكأنّكم بالساعة تحدوكم حدو الزّاجر بشوله".
مستمعينا الأعزاء: في كلماته النورانية البليغة هذه يوقظنا الامام عليه السلام من غفلتنا - نحن أبناء الدنيا - وينبهنا الى الحقيقة الأزلية وهي انقضاء وزوال وفناء كل شيء في هذه الدنيا من نعيم وبلاء وخير وشر وما شابه ذلك، فينبغي أن نعتبر ولا تغرّنا الدنيا بغرورها وزخارفها، و(لا يبقى سرمداً ما فيه) وسرمداً: أي دائماً لا ينقطع، و(متسابقة أموره): أي متوالية مصائبه ونكباته، فهي تجري مجرى التسابق، فلا يكاد يفرغ من واحدة حتى تحلّ به الأخرى. و(متظاهرة أعلامه): أي يعمل بالمتأخرين كعمله بالأولين من الهلاك والإبادة. و(تحدوكم): حدا الإبل: أي ساقها وحثّها على السّير.
و(الزّاجر): السائق (والشول) من الإبل- التي مضى من حملها أو وضعها سبعة أشهر.
ونستمر- أيها الأعزاء- بالاستماع لكلام سيد الوصيين علي عليه السلام المليء بالحكمة والموعظة الحسنة فبعد أن نبّهنا الى سرعة انقضاء العمر وجريان الدّهر قال عليه السلام: "فمن شغل نفسه بغير نفسه تحيّر في الظّلمات، وارتبك في الهلكات ومدّت به شياطينه في طغيانه، وزيّنت له سيّء أعماله، فالجنة غاية السابقين، والنار غاية المفرّطين".
مستمعينا الأفاضل: (فمن شغل نفسه بغيرنفسه)، أي اهتم بما لا ينفعه وينجيه في الآخرة. (ومدت به شياطينه في طغيانه):أي زادته الشياطين ضلالاً وطغياناً. و(الغاية): أي النهاية والآخر، و(النارغاية المفرطين): وهم المقصرون في طاعة الله تعالى.
وقبل الوداع- أيها الأكارم- ننور قلوبنا مرة أخرى بالاستماع لكلام أميرالمؤمنين عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال:
"عباد الله، إنّ الدّهر يجري بالباقين كجريه بالماضين، لا يعود ما قد ولّى منه، ولا يبقى سرمداً ما فيه. آخر فعاله كأوّله، متسابقةٌ أموره متظاهرةٌ أعلامه، فكأنّكم بالساعة تحدوكم حدو الزّاجر بشوله".
وفي الختام- أيها الأحبة الكرام- نشكركم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الرؤوف الرحيم والسلام عليكم.