بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المختار وآله الطيبين الأبرار، أهلاً بكم – أيها الأكارم- في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
قال إمام المتقين عليٌّ عليه السلام: "لا غنى كالعقل، ولا فقركالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة".
مستمعينا الأعزاء: في هذه الحكمة البليغة المختصرة ينبّهنا الامام عليه السلام إلى أن لا غنى كالعقل: فهو أفضل ما في الوجود، وبه تدرك الجنة والنجاة من النار. "ولا فقركالجهل" لأنه يؤدي به إلى خسران الدنيا والآخرة "ولا ميراث كالأدب" والميراث: هو الأموال التي تنتقل من الأموات إلى الأحياء. والأدب: الإشتمال على مكارم الأخلاق. والمراد من كلامه (ع): أفضل تركة يخلّفها الآباء لأبنائهم: تعليمهم الآداب، وتدريبهم على مكارم الأخلاق، وتلقينهم تعاليم الشريعة. "ولا ظهير كالمشاورة" الظهير: أي المعين . وشاوره في الأمر: طلب رأيه فيه والمراد: انّ المشاورة أفضل مستعان لذا أمر الله عزوجل نبيّه (ص) بها في قوله سبحانه: "وشاورهم في الأمر"صدق الله العلي العظيم.
قال سيد الوصيين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: "الصّبر صبران: صبرٌ على ما تكره، وصبرٌ عمّا تحب".
مستمعينا الأكارم: في حكمته النورانيّة هذه ينبهنا الامام عليه السلام إلى انّ الصبر على ما نكره: أي الذي يشقّ علينا تحملّه، فنصبر عليه طلباً لمرضاة الله تبارك وتعالى، وأمّا الصّبر عمّا نحب: فنتسلّى عنه، ونطيّب أنفسنا بفراقه. نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده الصابرين فإنّ منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد كما ورد في الأحاديث الشريفة.
وقبل الوداع ننور قلوبنا- أيها الاعزاء- بالإستماع مرةً أخرى لحديثي الامام عليٍ عليه السلام اللّذين وردا في البرنامج حيث قال:"لا غنى كالعقل، ولا فقركالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهيركالمشاورة". وقال (ع) أيضاً: "الصبر صبران: صبر على ما تكره، وصبر عمّا تحب".
وختاماً- أيها الأحبة الكرام – نشكركم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم باذن الله تعالى نستودعكم الله والسلام عليكم.