بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين أهلاً بكم - ايها الاعزاء- في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين عليٌ عليه السلام: "أهل الدنيا كركبٍ يساربهم وهم نيام".
مستمعينا الأعزاء: هذه إشارةٌ بليغةٌ لطيفة من الإمام علي عليه السلام إلى غفلة أهل الدنيا عمّا يلزمهم الإستعداد له، وينبغي لنا أن ننتبه ونحذر من الغفلة لأنها تؤدي الى نسيان الآخرة والإنشغال التام بزخارف الدنيا وارتكاب المعاصي والذنوب، والغفلة تكون مرتعاً للشيطان وأتباعه نعوذ بالله تعالى من شرّه وشرّ أتباعه.
وقال إمام المتقين عليٌ عليه السلام: "فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غيرأهلها".
فوت الحاجة: (أي عدم إدراكها وأهون من طلبها إلى غير أهلها) لأنهم ربّما ردّوه عن حاجته أو قضوها بعد منٍّ أوعيّروه بعد ذلك بها فيودّ حينئذٍ أنها لم تقض. وهنا نستنتج من هذه الكلمة النورانية البليغة أنّ على المؤمن أن يكون عزيز النفس ويتوخّى الحيطة والحذر عندما يضطر لطلب قضاء حوائجه من الآخرين ولا يطلبها إلاّ من المؤمنين المتقين.
وقال سيّد الوصيّين عليٌ عليه السلام: "لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقلّ منه".
مستمعينا الأكارم: في هذه الحكمة النورانية يحثّنا الإمام عليه السلام على العطاء وإن كان يسيراً، فربّ قليلٍ يكون عند الله تبارك وتعالى أفضل من كثير، وسئل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن أفضل الصدقة فقال: "جهدٌ من مقلٍّ يسير إلى فقير".
وقبل الوداع ننوّر قلوبنا بالإستماع مرّةً أخرى للأحاديث الرائعة الثلاثة التي وردت في البرنامج حيث قال الامام عليٌ عليه السلام: "أهل الدنيا كركب يساربهم وهم نيام".
وقال عليه السلام أيضاً:"فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها".
وقال صلوات الله وسلامه عليه:"لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقلّ منه".
نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه إنه سميع مجيب، وشكراً لكم أيها الأعزاء على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم.