بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين وأهلاً بكم – أيها الاعزاء- في برنامجكم هذا املين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: "العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى".
مستمعينا الاعزاء، العفاف هو كف النفس عن سؤال الناس، والمراد من كلام الامام عليه السلام: ان الفقر موجب للهوان والذل، فاذا صاحبه العفاف انقلب عزاً ورفعة وصار شعار الأنبياء والصالحين وأما قوله عليه السلام والشكر زينة الغنى: فالغني معرض لأخطار عظيمة قد لاينجو منها كحبس الحقوق الشرعية، والكبرياء، والانهماك في طلب الدنيا، والى غير ذلك، فإن جمع مع غناه الشكر فقد استوجب المزيد من النعم وسلم من المكاره والعطب، نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده الشاكرين انه سميع مجيب.
وقال امام المتقين علي عليه السلام أيضاً: "لا ترى الجاهل الا مفرطاً أو مفرطا". مستمعينا الاكارم: يشير الامام عليه السلام هنا الى حال الجاهل في كل تصرفاته وأعماله فهو اما مفرط: أي مسرفاً في العمل أو مفرط: أي مقصر مضيع قال تعالى: "أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ".(الزمر الاية السادسة والخمسون) ولهذا ينبغي للمسلم ان يسلك الطريق الوسط بين الافراط والتفريط، و يتوخى العدالة والانصاف في كل أعماله، ويأخذ كلمة الامام عليه السلام لجميع مايصدر من قول أو فعل وأمر للدنيا والاخرة.
وقال علي عليه السلام أيضاً في كلمةٍ قصيرةٍ لكنها كبيرة في معناها: "من ترك قول لاادري أصيبت مقاتله".
مستمعينا الاعزاء: ان من يتسرع فيجيب بدون علم فقد اصيبت مقاتله: وهو العضو الذي ان أصيب لايكاد صاحبه يسلم، والمراد من كلامه هذا عليه السلام: ان المتسرع بالجواب بدون علم يعطب ويهلك ولاينجو من ذلك دنيا ولا اخرة. روي ان أحداً العلماء المتقين كان جالساً على المنبر فجاءه رجل وسأله مسألةً فقال العالم: لااعلم، فقال الرجل: ان كنت لا تعلم فلماذا تجلس هنا اذن؟ فأجابه العالم: ويحك ان الذي يعلم كل شئ لامكان له، وهذا درس بليغ لكل عاقل نسأله تعالى ان يجعلنا من أولي الالباب انه سميع مجيب.
وختاماً نعيد لكم ايها الاعزاء قراءة الاحاديث العلوية التي استنرنا بها في هذه الحلقة وهي قول امام البلاغة اميرالمؤمنين عليه السلام: العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى وقوله سلام الله عليه: لاترى الجاهل الا مفرطا أو مفرطا وقوله سلام الله عليه: من ترك قول ((لاادري)) اصيبت مقاتله.