السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا وأهلا بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ودقائق قليلة نقضيها في رحاب الأحاديث الشريفة التي تهدينا بأعظم الأعمال بركة وأكثرها أجراً.
أيها الإخوة والأخوات لقد نصت كثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على فضيلة الجهاد في سبيل الله وعظمة ثواب المجاهدين في سبيل الله، إذ أعد الله لهم أجراً لا يضاهيه أجر كثير من الأعمال الصالحة، حتى أن العمل الصالح إذا أريد الإشارة إلى عظمة ثوابه قورن بثواب الجهاد في سبيل الله.
وقد إخترنا لهذا اللقاء حديثاً جامعاً يبين لنا أقسام الجهاد في سبيل الله والذي يحظى بهذا الثواب العظيم.
روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي عن فضيل بن عياض قال: سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن الجهاد سنة أم فريضة؟ فقال: الجهاد على أربعة أوجه فجهادان فرض وجهاد سنة لا يقام إلا مع الفرض، فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله عزوجل وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض وأما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الأمة وهو سنة على الإمام وحده أن يأتي العدو مع الأمة فيجاهدهم، وأما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال لأنها إحياء سنة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء.
جعلنا الله وإياكم إخوة الإيمان ممن لا يغفل عن أي من أعمال الخير والصلاح بحرمة موالاة أئمة الهداية للفلاح محمد وعترته الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين – شكراً لكم أيها الأحباء وإلى لقاء آخر مع برنامج (أفضل الأعمال) دمتم بكل خير.