سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات..
أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نفتتحه بهداية نبوية لأمضى سلاح يحفظ للمؤمن الحياة الطيبة الكريمة، فقد روي في الكافي عن نبي الرحمة محمد – صلى الله عليه وآله – أنه قال لأصحابه:
"ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم؟ قال بلى يا رسول الله.. فقال – صلى الله عليه وآله -: تدعون ربكم بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء".
ولا يخفى عليكم أيها الأفاضل، أن المقصود ليس الجلوس وقراءة الأدعية المأثورة، بل هو أعم من ذلك، أي أن يكون المؤمن متوجهاً إلى الله بقلبه ولسانه طالباً فيضه وعطاءه في جميع أحواله، في الشدة كان أو في الرخاء، قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: إن علياً – عليه السلام – كان يقول: ما من أحد ابتلي وإن عظمت بلواه بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء".
مستمعينا الأكارم، ونلمح في الأحاديث النبوية إشارات لطيفة إلى أن التسلح بالدعاء والتوجه إلى الله عزوجل يكسب المؤمن نوراً إلهياً، فقد روي في الكافي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال: "الدعاء سلاح المؤمن وعامود الدين ونور السماوات والأرض".
ولذلك كان وسيلة الأنبياء – عليهم السلام – فقد روي عن إمامنا الرؤوف علي الرضا – عليه السلام – أنه كان يوصي أصحابه قائلاً:"عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال _عليه السلام_: الدعاء".
كما الدعاء هو واقية للمؤمن كما يشير لذلك قول أمير المؤمنين _عليه السلام_: "الدعاء ترس المؤمن ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك".
أما مسك ختام هذه الحلقة من برنامج (أفضل الأعمال) فهو الإشارة إلى ما ورد في عدة من الأحاديث الشريفة من أن أفضل الدعاء الصلاة على محمد وآله الطاهرين، كما روي في كتاب المحاسن وغيره من استحباب الإكثار من قول: "اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته".