السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته؛ إن الحب في الله والبغض في الله من أعظم الوسائل التي جعلها الله تبارك وتعالى سبيلاً للفوز بمحبته جل جلاله، وهذا ما يبشرنا به الحديث الأول الذي أعددناه لهذه الحلقة من برنامجكم (أفضل الأعمال).
فقد روى الشيخ الصدوق في كتاب (علل الشرائع) عن مولانا الإمام الباقر – عليه السلام – أنه قال: "إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً فانظر إلى قلبك فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصية الله، ففيك خير والله يحبك وإن كان [قلبك] يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصية الله، ففيك شر والله يبغضك، والمرء مع من أحب".
أيها الإخوة والأخوات، ومن أفضل الأعمال التي تجعلنا نفوز بحب الله عزوجل ورضاه عنا هو الدعاء ومناجاة أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين وأسمع السامعين، وهذا ما تهدينا له كثير من النصوص الشريفة، منها ما روي في كتاب الكافي عن إمامنا الصادق – عليه السلام – قال:
قال أمير المؤمنين _عليه السلام_:"أحب الأعمال إلى الله تعالى في الأرض الدعاء وأفضل العبادة العفاف".
ثم قال الصادق – عليه السلام -: وكان أمير المؤمنين – عليه السلام – رجلاً دعاءً.
وأفضل الدعاء الذي يحبه الله عزوجل ويحب الداعين به هو ما يصفه لنا مولانا أمير المؤمنين – عليه السلام – بقوله كما في كتاب الوافي:
"الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الدعاء وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي، وفي المناجاة سبب النجاة وبالإخلاص يكون الخلاص، فإذا إشتد الفزع فإلى الله المفزع".
مستمعينا الأفاضل، أما مسك الختام فهي البشارة التالية التي تضمنها حديث الإمام الصادق – عليه السلام – وهو يعرفنا بوسيلة الشفاء من جميع أشكال الأمراض المادية والمعنوية، حيث قال كما في كتاب الكافي:
"عليك بالدعاء فإن فيه شفاء من كل داء".
تقبلوا منا أيها الأطائب أطيب الشكر على طيب المتابعة لبرنامج (أفضل الأعمال) إلى لقاء آخر دمتم بألف خير.