السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نحييكم بها ونحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة اليوم مع الأحاديث الشريفة التي تعرفنا بأفضل الأعمال وأعظمها أجراً وأثراً وبركة في نجاح الإنسان وصلاحه وفلاحه.
ومن هذه الأعمال "التفكر في قدرة الله وآياته" بالصورة التي تقوي الإيمان وتحث على العمل الصالح.
وقد وردت بهذا الشأن كثير من الأحاديث الشريفة نقرأ لكم بعضها فابقوا معنا...
روى الشيخ أبو جعفر البرقي في كتاب المحاسن، عن الحسين الصقيل قال: قلت لأبي عبد الله الصادق _عليه السلام_: تفكر ساعة خير من قيام ليلة؟! قال _عليه السلام_: نعم، قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – تفكر ساعة خير من قيام ليلة.. قال الراوي: قلت كيف يتفكر؟
قال: يمر بالدار الخربة فيقول: أين بانوك، أين ساكنوك، مالك لا تتكلمين.
وروى الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي أن هارون العباسي كتب إلى الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم – عليه السلام -: عظني وأوجز، فكتب _عليه السلام_ إليه يقول: "ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة".
وهذه _مستمعينا الأفاضل_ إحدى مراتب التفكر الذي هو من أفاضل الأعمال، أي التفكر في شؤون الحياة بقصد الإتعاظ والإعتبار، روي في كتاب الخصال عن الإمام الصادق _عليه السلام_ قال: "كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكر والإعتبار".
وثمة مراتب أعلى وأعظم أثراً للتفكر هي درجات التفكر في آيات الله وقدرته وهي من وسائل تقوية الإيمان والحصول على المعارف الخاصة.
روي في الكافي عن الإمام الصادق _عليه السلام_ قال:
"أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته".
وفيه عن مولانا الرضا _عليه السلام_ قال:
"ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله عزوجل"
ومثل هذا التفكر يكون دافعاً للعمل الصالح والإحسان، فقد جاء في الكافي عن مولانا الإمام الصادق _عليه السلام_ قال "التفكر يدعو إلى البر والعمل به".
وختاماً لكم منا أيها الأطائب أطيب الشكر على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامجكم (أفضل الأعمال) في أمان الله.