السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله..
أهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها لأحد أزكى الأعمال الصالحة وأعظمها أجراً، وهو قضاء حوائج الناس وإغاثة الملهوف، روى الشيخ الصدوق في كتاب (من لا يحضره الفقيه) عن ميمون بن مهران قال:
(كنت جالساً عند الحسن بن علي عليهما السلام [وكان معتكفاً] فأتاه رجل فقال له: يا بن رسول الله إن فلاناً له علي مال ويريد أن يحبسني، فقال – عليه السلام – والله ما عندي مال فأقضي عنك، قال الرجل: فكلمه، قال إبن مهران، فلبس – عليه السلام – نعله [أي قام ليذهب مع السائل] فقلت له: يا ابن رسول الله أنسيت إعتكافك؟ فقال: لم أنس ولكني سمعت أبي _عليه السلام_ يحدث عن جدي رسول الله _صلى الله عليه وآله_ أنه قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما عبد الله عزوجل تسعة آلاف سنة صائماً نهاره قائماً ليله).
وروي في كتاب مشكاة الأنوار في غرر الأخبار عن النبي الأكرم _صلى الله عليه وآله_ قال: "عونك للضعيف من أعظم الصدقة"، وفيه عن مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – قال: "أن تنفس كربة إمرئٍ مسلم أعظم أجراً من صومك وصلاتك وهو أفضل ما تقرب به العباد إلى الله عزوجل".
وقال – عليه السلام – أيضاً: "من أغاث لهفاناً أو كشف كربة مؤمن كتب الله له ثلاثاً وسبعين رحمة، إدخر له إثنتين وسبعين رحمة وعجل له واحدة".
وجاء في كتاب (الإحتجاج) للشيخ الطبرسي – رضوان الله عليه – قال: قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: "أفضل ما يقدمه العالم من محبينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذله ومسكنته أن يغيث في الدنيا مسكيناً من محبينا من يد ناصب عدو لله ولرسوله، ثم يذكر – عليه السلام – بركة هذا العمل في المحشر بقوله: يقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلى موضع محله من جنان الله، فيحملونه على أجنحتهم يقولون له: مرحباً طوباك طوباك".
ومسك الختام ما روي في كتاب المحاسن عن المبعوث رحمة للعالمين الهادي المختار صلوات ربي عليه وآله الأطهار أنه قال: "أحب الأعمال إلى الله ثلاثة؛ إشباع جوعة المسلم وقضاء دينه وتنفيس كربته".
وبهذا ننهي أيها الإخوة والأخوات حلقة اليوم من برنامج (أفضل الأعمال) شكراً لكم وفي أمان الله.