السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته..
طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لإستعراض جوانب من قصة الأخت البريطانية (كيتي غود فري فاست) للإسلام إنطلاقاً من كونه الدين الحق الذي يستجيب للتوجهات الفطرية الخالصة للإنسان.. تابعونا مشكورين.
أيها الإخوة والأخوات، ننقل لكم قصة هذه الأخت من مقابلة أجريت معها ونشرت ترجمتها على عدة من مواقع إسلامية على شبكة الإنترنت منها موقع مركز الأبحاث العقائدية بتأريخ ۲۲/صفر/۱٤۲۸ للهجرة.
ولدت الأخت (كيتي غود فري فاست) في بريطانيا سنة ۱۹۷۱ واعتنقت الإسلام سنة ۱۹۹۲ وهي في ريعان شبابها، ولكن بعد رحلة صعبة من البحث عن الحقيقة كانت كثيراً ما تتجاوز عقباتها ببركة الدعاء من الله عزوجل، تقول الأخت كيتي غود فري عن بدايات اليقظة لخوض رحلة الهداية:
(لن أنسى أبداً ذلك الصباح الذي استيقضت فيه وقد اتخذت قراراً بتغيير مجرى حياتي، لقد قررت أن أسافر خارج بريطانيا، وبالفعل سافرت إلى دول الأبيض المتوسط وإلى شرق أوروبا، ولكنني لم أكن أتصور أن تجذبني دول الشرق الأوسط بهذه القوة، فكان سفري إليها فرصة إغتنمتها للتأمل والتفكر في إيمان الآخرين ومعتقداتهم، فقد كنت أسيرة المذهب المادي، لكنني في هذه الجولة إكتشفت أنني في أعماقي مؤمنة بالله وإن كنت أشعر بالحرج والخجل من قولي إنني مسيحية!! أما الإسلام فقد كانت صورته في مخيلتي صور بحر من الظلام يسعى لكي يكتنف العالم تدريجياً فهو دين الظلم للمرأة خاصة وللآخرين عامة).
أيها الأكارم، وتستمر أختنا (كيتي غود فري فاست) في ذكر تفصيلات تجربتها ورحلتها من أجل الحصول على ما يغذي شعور الإيمان بالله الذي وجدته في داخلها، وكان أول لقاء لها بالإسلام في تركيا حيث زارت مساجدها كسائحة وانشدت إلى المعالم الدينية في فلسطين ودولة إسرائيل الغاصبة التي عملت عندها كمهندسة جرافيك تسعة شهور ولكن الذي دفعها إلى البحث عن الإسلام والتحقيق بشأنه هو حضورها في مصر.
تقول أختنا البريطانية عن بدء رحلتها التحقيقية:
(لم أفكر بالإسلام حتى وضعت قدمي في مصر، فكان علي التعرف على ثقافة الشعب المصري.. لقد قضيت وقتاً طويلاً وأنا وحيدة مع نفسي مما أعطاني مجالاً كافياً للتأمل وقرأت كتاباً عن الإسلام ثم قرأت الإنجيل بالكامل، فأصابنتي دوامة من الأفكار وتردد مطلق ولم أعرف ما يجب فعله وأي طريق يجب علي سلوكه، شعرت باضطراب شديد، ثم سعيت للحصول على نسخة مترجمة من القرآن، فوجدت في نفسي ميلاً عجيباً لقرائته، وعندما بدأت بقرائته جذبني إليه حتى إني لم أستطع أن أدعه جانباً، فقد كان فيه المطالب الجذابة أكثر مما قرأت من قبل في الكتب الأخرى).
أعزاءنا المستمعين، وتتابع أختنا الكريمة (كيتي غود فري) من بريطانيا حديثها عن آثار قراءتها ترجمة القرآن الكريم في تغيير نظرتها الكونية عن الحياة، بل وفي التأثير على سلوكياتها ومشاعرها، تقول حفظها الله ما ترجمته: (شعرت بالمسؤولية والإلتزام بعد أن كنت ضائعة تائهة وألطف ما في الأمر أني شعرت بالسكينة والطمأنينة، لقد شعرت بواجبي تجاه الخالق العظيم وأدركت أن علي أن لا أخاف أحداً غير الله وأن لا أبقى مقيدة بما أملته على ثقافة الغرب، علي أن أسلك الطريق الصحيح الذي آمنت به، الحياة أخذت عندي طابعاً آخر فهذه الدنيا لا قيمة لها أمام ما أعده الله لنا يوم القيامة.. لقد كان لسهولة الإسلام وبساطته الأثر البالغ علي خاصة مع ما تنطوي عليه المسيحية من تعقيدات ومن إلتواء، لقد حصل كل شيء في لحظة واحدة، كان نوراً إتقد فجأة لينير عقلي وروحي معاً ولله الحمد، لقد كان حالي مع اعتناقي للإسلام حال الغريب الذي يعود إلى وطنه وداره، لقد أعطاني الأمان والإستقرار الذي لم أحصل عليه في أي مكان).
مستمعينا الأطائب وهكذا كان القرآن الكريم هو الجاذب الأول الذي جذب هذه الأخت البريطانية للإسلام فهو الذي تقول عنه أنها عندما قرأته أدركت أنه حقيقة من الله، ثم انجذبت إلى التوحيد الإسلامي وما فيه من بساطة تنسجم مع الفطرة السليمة.
وعندما اعتنقت الإسلام وجدت فيه ظاهرة تعدد المذاهب فوقعت في حيرة جديدة، فأي مذهب منها تختار بعد أن سمعت عن الشيعة في البداية أنها فرقة ضالة ومنحرفة، وهنا لجأت إلى سلاح المؤمن وهو الدعاء طالبة الحل لهذه المشكلة والهداية إلى الحق؛ تقول أختنا (كيتي غود فري) في جانب آخر من حديثها ما ترجمته:
(وجدت نفسي أسير نحو مستقبل غير واضح المعالم، ولذلك كنت لا أنفك عن الدعاء ومناجاة الله سبحانه وتعالى، وكنت على يقين أنه سيهديني إلى المذهب الحق؛ وفي تلك الأيام نقلت سكني إلى شمال غرب لندن فتوفرت لي فرصة أكثر لتعلم المفاهيم الإسلامية فيما كان ما أسمعه عن ضلالات الشيعة وبدعهم في الدين يثير في نفسي الإضطراب لكنني رغم كل ما سمعت لم أتوان عن مواصلة البحث والتحقيق.. وشاء الله أن يقع محل سكني الجديد مقابل مبنى حوزة الإمام الحسين العلمية في شارع (دورثمونت) وقد أعدوا فيه مكاناً خاصاً لحضانة الأطفال والعناية بهم أثناء إنشغال أمهاتهم بالدراسة.. فتوجهت إلى هذا المكان وكان كل شيء يسير بالإتجاه الصحيح ولله الحمد، فقد وجدتهم ودودين ومرحين).
وهكذا اشتدت الحيرة بهذه الأخت عندما رأت من سلوكيات أتباع أهل البيت – عليهم السلام – ما لا ينسجم مع الدعايات التي سمعتها عنهم، حاولت تفسيرها بالتقية وسعيهم لجذبها إلى مذهبهم، لكن هذا التفسير لم يقنعها فواصلت بحثها وتحقيقها لمعرفة الحقيقة فوجدت في عقيدة الإمامة أصدق تعبير عن الإرتباط المستمر في كل زمن ومكان بالله عزوجل، تقول أختنا البريطانية ما خلاصة ترجمته:
(كنت أحذر أشد الحذر من التأمل في الفكر الشيعي لكي لا أقع فيما كنت أتصوره ألاعيب يصطادون الناس بها.. إلا أنه كان هناك في قلبي ووجداني شيء غير مستقر ولا مرتاح، كان عندي شعور وهاجس يدفعني إلى البحث عن الحقيقة فما سمعته عن الشيعة وما رأيته منهم لم يكن بينهما أي إنسجام ولا توافق، فشعرت بنفس الشعور الذي راودني عند بحثي عن الإسلام، فواصلت الحضور في دروس حوزة الإمام الحسين – عليه السلام – وكنت أطرح إستفساراتي باستمرار.. وكان جميع ما تعلمته منطقياً ولم يجبرني أحد على الإعتقاد بعقيدته وكل الآراء كانت مبنية على أدلة وبراهين قطعية.. لقد رأيت موضوع الإمامة بمنتهى الدقة والروعة وهو الموضوع الذي يتضح من خلاله أصالة الإسلام.. فالإمامة لطف من الله إختصه بعباده المخلصين.. لقد فتح لي بذلك باب جديد وشع علي نور آخر وأخذ الإسلام عندي بعدي آخر، فالفكر الشيعي أتم إيماني وإني أقف أمام بحر عميق من المعارف العظيمة علي خوضه.. والحمد لله على هدايته لي لدينه والصلاة والسلام على رسوله الكريم وأهل بيته الأطهار والحمد لله رب العالمين).
نشكر لكم أيها الأحبة طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (أسلمت لله) نقلنا لكم فيها قصة إهتداء الأخت البريطانية (كيتي غود فري) لتمام الإيمان في مدرسة الثقلين.
لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات ودمتم بألف خير.