فقد مكّنت تقنية محلية إيرانية في مجال الطب النووي من إجراء عمليات جراحية دقيقة وموجهة لعلاج السرطان في البلاد.
ويلعب جهاز "مسبار جاما" الإيراني، من خلال تحديد الأنسجة المصابة بالمرض بدقة، وخاصة في حالات سرطان الثدي، دورًا هامًا في تقليل العمليات الجراحية غير الضرورية وتحسين جودة العلاج في النظام الصحي.
وقالت "سبيدة إبراهيمي"، رئيسة قسم المبيعات في إحدى الشركات المعرفية الإيرانية، مشيرةً إلى نشاط الشركة في مجال إنتاج أجهزة الطب النووي المتقدمة:
"بدأت هذه الشركة نشاطها منذ عام 2009، وتُعرف حاليًا بأنها إحدى الشركات المتخصصة العاملة في هذا المجال".
وأضافت، مشيرًة إلى أحد المنتجات الاستراتيجية للشركة:
"يُعدّ جهاز "مسبار جاما" أحد المنتجات العملية لشركة "بيرشيا" للأشعة، ويُستخدم في جراحة أنواع مختلفة من السرطان، وخاصة سرطان الثدي. ويسمح هذا الجهاز بإجراء جراحات مُوجّهة، وفي كثير من الحالات يمنع الاستئصال الكامل للعقد الليمفاوية المجاورة لأنسجة الثدي."
وشرحت إبراهيمي آلية عمل هذا الجهاز قائلة:
"في هذه الطريقة، يُحقن المريض أولًا بمادة صيدلانية مشعة تُسمى "التكنيتيوم-99م". ثم، باستخدام "مسبار جاما"، تُحدد المنطقة المصابة بالمرض والعقدة الليمفاوية الحارسة، التي تمتص عادةً حوالي 10% من الجرعة المحقونة. ويُحدد فحص هذه العقدة ما إذا كان السرطان قد انتشر أم لا، وبناءً على ذلك، يُحدد نوع الجراحة ومدى انتشارها".
واصلت مديرة مبيعات الشركة حديثها بعرض الميزات التقنية لهذا المنتج، قائلة:
"جهاز "مسبار جاما" هو نظام جراحي مساعد للكشف عن النقاط ذات الامتصاص العالي للنظائر المشعة (وهي نظائر تحتوي على عدد زائد من النيوترونات أو البروتونات) وتحديد مواقعها في الجسم أو الأنسجة.
ويكشف هذا النظام عن المادة الصيدلانية المشعة التي تم حقنها مسبقًا في الجسم وتوزيعها فيه، ويحدد موقعها. وتشمل النظائر المشعة الأكثر شيوعًا في هذا الجهاز التكنيتيوم-99م، اليود-131، والفلور-18".
وأضافت:
"يمكن استخدام جهاز "مسبار جاما" في العمليات الجراحية المفتوحة، تنظير البطن، وتنظير الصدر (وهو إجراء طفيف التوغل يُستخدم لتشخيص وعلاج حالات تجويف الصدر مثل الانصباب الجنبي، الالتهابات، والسرطانات)، بالإضافة إلى استخدامه خارج الجسم.
وعلاوة على ذلك، يمكن استخدام هذا الجهاز في جميع الحالات التي تتطلب الكشف عن نقاط صغيرة بدقة وحساسية عاليتين".
وفي معرض حديثها عن التطبيقات السريرية لهذا المنتج، صرّحت إبراهيمي قائلة: "يُستخدم جهاز "مسبار جاما" على نطاق واسع في علاج وتشخيص سرطان الثدي، سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي والتوليدي، سرطان الجلد (الميلانوما)، أورام الجلد، سرطانات الرأس والرقبة، سرطانات الغدد الصماء، سرطانات المسالك البولية، وكذلك في مجال الطب النووي".
وفي سياق متصل، أشارت إبراهيمي إلى مكانة هذه التقنية في البلاد، قائلة:
"تُعدّ شركة "بيرشيا" للأشعة حاليًا المُصنِّعة المحلية الوحيدة لجهاز "مجسات جاما" (اللاسلكي) في إيران".
كما طُوّرت هذه التقنية عالميًا من قِبل شركة فرنسية واحدة فقط، وتُعدّ إيران ثاني دولة تمتلك هذه المعرفة التقنية.

وصرّحت مديرة مبيعات الشركة بخصوص تصدير هذا المنتج، قائلة:
"حتى الآن، تم تصدير هذا الجهاز إلى العراق، وتجري حاليًا مشاورات لدخول أسواق دول أخرى مثل روسيا".
وأخيراً، أشارت إبراهيمي إلى الميزة الاقتصادية لهذا المنتج، قائلة:
"يبلغ سعر جهاز "مجسات جاما" المصنّع محلياً حوالي 900 مليون تومان، بينما يبلغ سعر نظيره المستورد حوالي 25 ألف دولار.
وحتى الآن، تم تركيب أجهزة "مسبار جاما" وتشغيلها في 190 مركزاً طبياً داخل البلاد.