جاءت تصريحات روانجي خلال مشاركته في الملتقى الدولي الرابع للدراسات الإيرانية المعاصرة، في جلسة بعنوان "إيران والعالم بعد حرب الـ12 يوماً". وأوضح أن أسباب اندلاع الحرب الأخيرة لا يمكن حصرها في رواية واحدة، معتبراً أن التحليل العلمي والتاريخي يتطلب النظر إلى عدة سيناريوهات دون استبعاد أي منها.

وكشف روانجي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد بعث رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية عارضاً فيها بدء مفاوضات، مهدداً في الوقت ذاته باللجوء إلى الحرب إذا فشلت. وقال: قبلنا الدخول في مفاوضات غير مباشرة، بينما أصروا هم على مفاوضات مباشرة، وهو ما رفضناه لأسباب خاصة.

وأضاف أن الولايات المتحدة كانت تسعى لفرض شروطها خلال تلك المفاوضات، معتقدة أن مجيء ترامب إلى السلطة يمنحها موقع الهيمنة على العالم. وأوضح أن بلاده أجرت خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة عبر وساطة عُمانية بعد تلقي الرسالة الأمريكية عبر الإمارات، لكن الحرب اندلعت قبل انعقاد الجولة السادسة، مما أثار استغراب المجتمع الدولي.

وأشار مساعد وزير الخارجية إلى أن واشنطن استخدمت أساليب متعددة للضغط، من الدعوة إلى تصفير التخصيب النووي إلى محاولات الإغراء والتهديد، قائلاً إن فشلها في تحقيق أهدافها عبر الحوار دفعها إلى اللجوء للقوة.

وأكد روانجي أن إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي السلمي الذي يمثل إنجازاً وطنياً نابعاً من داخل البلاد، مضيفاً: بعد كل هذا الاستثمار والتضحيات، لا يمكننا التخلي عن البرنامج لمجرد أن حكومة ما تطلب ذلك.

وشدد على أن طهران مستعدة للحوار شريطة أن يستند إلى الاحترام المتبادل والفهم المشترك، معتبراً أن غياب هذه القواعد يجعل المفاوضات غير مثمرة ويمهد الطريق للتوترات.

يُذكر أن المؤتمر الدولي الرابع للدراسات الإيرانية المعاصرة يُعقد يومي 27 و28 أكتوبر في كلية الدراسات العالمية بجامعة طهران، بمشاركة دبلوماسيين وأكاديميين وباحثين يناقشون أبرز القضايا الداخلية والإقليمية والدولية.