صفقة "طوفان الأقصى" الثالثة تحرر قادة بارزين من الحركة الأسيرة، وكتائب القسام تسلّم جثامين أربعة أسرى إسرائيليين ضمن صفقة التبادل، فيما تم انتشال جثامين 60 شهيداً، ليرتفع عدد ضحايا الإبادة إلى 67,869 شهيداً.

نجحت المقاومة الفلسطينية في فرض إرادتها مجدداً على الاحتلال الإسرائيلي من خلال الصفقة الثالثة من عملية طوفان الأقصى، التي أفرج بموجبها عن عدد من أبرز وأقدم الأسرى الفلسطينيين، بينهم قادة بارزون من الحركة الأسيرة قضوا عقودًا طويلة خلف القضبان.

وتُعد هذه الصفقة محطة تاريخية في مسار الصراع، إذ أعادت الأمل إلى عائلات الأسرى وإلى الشعب الفلسطيني عامة، وأكدت أن إرادة المقاومة قادرة على كسر قيود الاحتلال وإجباره على إطلاق سراح من حاول طمس حضورهم لعقود.

وأكدت كتائب القسام في بيان لها فشل العدو في استعادة أسراه بالضغط العسكري، رغم تفوقه الاستخباري وفائض القوة التي يمتلكها، مشيرة إلى أنه أُجبر على الخضوع واستعادة أسراه من خلال صفقة تبادلٍ، كما وعدت المقاومة منذ البداية.

تمثل هذه الصفقة إنجازاً سياسياً وإنسانياً كبيراً للمقاومة الفلسطينية، ورسالة واضحة بأن ملف الأسرى سيظل أولوية وطنية حتى تحرير آخر أسير، وتؤكد أن عقود السجن والتنكيل لم تكسر إرادة القادة الذين خرجوا اليوم ليواصلوا مسيرة الحرية من جديد.

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها سلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جثامين أربعة أسرى إسرائيليين في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت الكتائب في بيان صحفي أن الأسرى هم: غاي إيلوز، يوسي شرابي، بيفين جوشي، ودانيال بيريز، مشيرةً إلى أن عملية التسليم تأتي ضمن المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأكدت الكتائب أن صفقة التبادل تمثل جزءًا من التزام المقاومة بتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، مشددةً على أن قضية الأسرى ستظل في صدارة أولوياتها الوطنية والإنسانية.

وفي وقت سابق، قالت حركة حماس إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجيشه "لم ينجحا على مدار عامين من حرب الإبادة والتدمير في تحرير أسراهما بالقوة، واضطرا في النهاية للرضوخ لشروط المقاومة التي أكدت أن طريق عودة جنوده الأسرى لا يكون إلا عبر صفقة تبادل وإنهاء حرب الإبادة".

دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة الماضية، بعد أن أقرت حكومة الاحتلال الاتفاق فجراً.

ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج لجيش الاحتلال، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى قطاع غزة.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 67,869 شهيداً و170,105 مصابين.

وذكرت الوزارة في تقريرها اليومي أن مستشفيات القطاع استقبلت 63 شهيداً (منهم 60 جثماناً تم انتشالها) و39 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وكان مجمع ناصر الطبي في خان يونس قد أفاد باستشهاد مواطن برصاص جيش الاحتلال المتمركز شمال غرب رفح، ضمن المناطق التي لم ينسحب منها بعد، رغم بدء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وبدأ جيش الاحتلال الانسحاب التدريجي من عدة مناطق في قطاع غزة إلى مواقع تمركزه الجديدة داخل القطاع، تزامناً مع دخول الهدنة حيز التنفيذ.

وشملت الانسحابات مدينة غزة باستثناء حي الشجاعية وأجزاء من التفاح والزيتون، وفي خان يونس انسحب من مناطق الوسط وأجزاء من الشرق، فيما ما يزال يمنع دخول الفلسطينيين إلى بيت حانون وبيت لاهيا ومدينة رفح وبحر القطاع.

وأكدت وزارة الصحة وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.