البث المباشر

«الحصار الغذائي» لإسرائيل شعار أم سلاح حقيقي

الأربعاء 17 سبتمبر 2025 - 17:13 بتوقيت طهران
تنزيل

في الليلة الماضية رأيتُ في المنام أن كل الدول التي ترفع شعار حرية فلسطين قررت أن تقطع صادرات المواد الغذائية إلى إسرائيل، فأصبحت كل ثلاجات إسرائيل فارغة تمامًا!

في الليلة الماضية رأيتُ في المنام أن كل الدول التي ترفع شعار حرية فلسطين قررت أن تقطع صادرات المواد الغذائية إلى إسرائيل، فأصبحت كل ثلاجات إسرائيل فارغة تمامًا!

لنبدأ باللحوم؛ حيث إن أميركا الجنوبية هي السلطان(دون أي منافس) بلا منازع. الأرجنتين وحدها تؤمّن نسبة أربعين بالمئة والبرازيل نسبة واحد وعشرين بالمئة من لحوم الكيان. هذه البرازيل ذاتها، المناهضة للصهيونية في مجال السياسة، من خلال شركة تُدعى «مارفريغ» وفي صفقة واحدة فقط، صدّرت ما يقارب سبعة وثلاثين ألفَ طن من اللحوم، أي ما يعادل أكثر من مئتين وعشرين مليون دولار. أي أن الشعار ضد إسرائيل من جهة، والربح من التصدير من جهة أخرى.

وفي الفواكه نشاهد الوضع نفسه. فإيطاليا تملك ستة وعشرون بالمئة، جنوب أفريقيا أحد عشر بالمئة، واليونان تسعة بالمئة من السوق الإسرائيلي، وَٱلْيَدَ ٱلْعُلْيَا فِي هَذَا ٱلْقِسْمِ بِشَكْلٍ عَامٍّ يَمْلِكُهَا ٱلِٱتِّحَادُ ٱلْأُورُوبِيُّ بِنِسْبَةِ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ بِٱلْمِئَةِ ، بينما الولايات المتحدة بنسبة ثلاثة عشر بالمئة تقف في المرتبة الثالثة. إيطاليا وحدها باعت اثنين وثلاثين ألف طن من التفاح للكيان ووفّرت الفيتامين لأجساد الإسرائيليين.

أما في الخضار فالقصة أكثر إثارة. في هذا القسم ما زال الاتحاد الأوروبي متقدمًا بنسبة اثنين وخمسين بالمئة، وبين دول الاتحاد الأروبي تحتل هولندا الصدارة بنسبة خمسة وثلاثين بالمئة. في المرتبة الثانية الصين بنسبة أربعة وعشرين بالمئة، وبعد ذلك يأتي الدور الحاسم للدولة المسلمة الأردن. على الورق، المسؤولون الأردنيون دائمًا يقولون لا نصدّر شيئًا، وكل الأخبار في هذا الخصوص يتم حجبها، لكن الأرقام الرسمية تظهر أنه في سنة ألفين وثلاثة وعشرين وحدها، كان ما يقارب نصف واردات الخضار للكيان من الأردن؛ ما يقارب ثمانية ملايين وخمسمئة ألف دولار. حتى وزير الزراعة الأردني اعترف في البرلمان بأن ألفًا وثلاثمئة طن من الخضار شهريًا تتجه إلى السوق الإسرائيلي، لكن مزيدًا من التدقيق كشف أنه بين سنتي ألفين وواحد وعشرين وألفين واثنتين وعشرين صدّر الأردن ما يزيد عن خمسين ألف طن للكيان. ويبدو أن كل تلك الخطب المناهضة للصهيونية تنتهي عمليًا بعقود تجارية.

وفي قطاع المشروبات أيضًا المكسيك وأوروبا هما المسيطران. ففي سنة ألفين وأربعة وعشرين، الاتحاد الأوروبي في الصدارة بنسبة أربعة وستين بالمئة، المكسيك أربعة وعشرون بالمئة، بلجيكا سبعة عشر بالمئة، وألمانيا أربعة عشر بالمئة، وكلهم يساهمون في تجهيز أفراح الإسرائيليين بعد جرائمهم.

وفي القهوة القصة مشابهة. في هذا القسم يملك الاتحاد الأوروبي ثلاثين بالمئة من السوق. سويسرا ستة وعشرون بالمئة، إيطاليا أربعة وعشرون بالمئة، وكوريا الجنوبية تسعة عشر بالمئة. سويسرا، حسب البيانات التجارية للسنوات الأخيرة، في صدارة مصدّري القهوة المحمّصة (العادية ومنزوعة الكافيين) إلى النظام، وحجم صادراتها يُقدَّر بعشرات ملايين الدولارات سنويًا. أما إيطاليا فقد صدّرت في نفس السنة أكثر من ثلاثة ملايين وثمانمئة ألف كيلوغرام من القهوة المحمّصة إلى إسرائيل بقيمة تعادل أربعين مليون دولار. هذا الرقم يضع إيطاليا في المرتبة الثانية كأكبر مورّد للقهوة لإسرائيل بعد سويسرا.

الآن السؤال هو: لو أن هذه الدول القليلة الرئيسية، مثل البرازيل، والأرجنتين، وإيطاليا، والمكسيك أو الأردن، قررت أن توقف صادراتها إلى إسرائيل لفترة قصيرة، ماذا سيحدث؟ نعم، «الحصار الغذائي» ليس مجرد شعار، بل هو سلاح حقيقي. سلاح إن أرادته الشعوب وحكومات هذه الدول، يستطيعون أن يستخدموه.ما هو رايكم؟

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة