حول التطورات، وأبعاد الاتفاقات الجارية، وتداعيات الحصار الدولي المتزايد على الكيان الصهيوني، استضاف برنامج "فلسطين اليوم" عبر أثير إذاعة طهران العربية، الخبير في الشؤون الإسرائيلية من لبنان، الدكتور وليد محمد علي، الذي قدّم قراءة معمقة في مسار الصراع ومستقبل المشهد في غزة والمنطقة.
وقال الخبير اللبناني إن العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في شمال وجنوب ووسط قطاع غزة أربكت الكيان الصهيوني وأحدثت اضطراباً داخل صفوفه العسكرية والسياسية، مشيراً إلى أن هذه العمليات تستهدف جنود النخبة وتوقع فيهم قتلى وجرحى.
وأكد أن الضغوط الدولية، لاسيما من المجتمع المدني العالمي، تتزايد على الكيان، حيث بات مرفوضاً ومقاطعاً حتى من قبل اليهود في الخارج، الذين يواجهون بدورهم تداعيات الجرائم الصهيونية في غزة. وأضاف أن صادرات بعض المنتجات الصهيونية باتت مرفوضة في الأسواق العالمية، في ظل تصاعد حملات المقاطعة الشعبية.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يعاني من مشكلات داخلية خطيرة، تتجلى في حوادث نيران صديقة وتدهور معنويات الجنود، إلى درجة أن ذويهم يرفعون شكاوى بأن أبناءهم غير قادرين على البقاء في غزة، ما يعكس عمق الأزمة داخل المؤسسة العسكرية.
وفيما يخص الاتفاقات الجارية، أوضح أن التوافقات الأخيرة لا تمثل امتداداً لاتفاقات سابقة، بل تعكس تغيراً في معادلات القوة الميدانية، إذ فرضت المقاومة هذا الواقع على الاحتلال، الذي أصبح عاجزاً عن مواصلة عدوانه المستمر منذ أكثر من 640 يوماً.
وأكد محمد علي أن أحد أبرز مؤشرات الانهيار هو تآكل ما وصفه بـ"البراءة الدولية" التي كان الكيان يستند إليها، موضحاً أن الأمم المتحدة باتت مستهدفة من قبل الصهاينة رغم أن قرار قيام الكيان صدر عنها.
وعن المطالبة بإشراف أممي على توزيع المساعدات، قال الدكتور محمد علي إن حركة حماس تسعى لضمان وصول الدعم بعيداً عن التلاعب الأمريكي، مشدداً على أن الولايات المتحدة شريكة في الإبادة الجارية في غزة، وليست وسيطاً نزيهاً كما تدّعي.
كما كشف أن رئيس أركان جيش الاحتلال أبلغ القيادة الصهيونية بعجزه عن تحقيق الأهداف المعلنة في غزة، ما تسبب في خلافات بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأكد أن أي تهدئة أو اتفاق لا يمكن الوثوق به ما لم تقترن باستمرار المقاومة وتصعيدها، لأن توقف العمليات سيمكن الاحتلال من التراجع عن التزاماته.
وفيما يخص شرط انسحاب قوات الاحتلال إلى ما قبل مواقع التوغل، أوضح أن المطالبات الشعبية والميدانية في غزة تطورت لتشمل انسحاباً أشمل، حتى من المناطق التي كان الاحتلال يعتبرها "آمنة" لمستوطنيه.
وشدد على أن استمرار العمليات النوعية هو العامل الحاسم في فرض التنازلات، وأن فصائل المقاومة تستثمر هذه العمليات للضغط من أجل تحسين شروط ما بعد التهدئة، مؤكداً أن التعاون بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس يمثل ركيزة أساسية في هذه الاستراتيجية.
وأكد الخبير اللبناني أن التوجه السائد حالياً هو العمل على تثبيت هدنة طويلة الأمد، تتجاوز إطار الستين يوماً، في ظل التحولات الإقليمية والدولية، لكنه حذر من ثقة زائدة أو اطمئنان للعدو، لأن الصهاينة لا عهد لهم، وإذا أُتيحت لهم فرصة للانقضاض أو المناورة فلن يترددوا في استغلالها.