البث المباشر

نظرة على إعادة إحياء طريق الحرير بين إيران والصين

الأحد 20 يوليو 2025 - 17:10 بتوقيت طهران
نظرة على إعادة إحياء طريق الحرير بين إيران والصين

يتعمّق التعاون بين إيران والصين بشكل أكبر في أعقاب الأحداث الجيوسياسية الأخيرة وعصر التطورات العالمية المتسارعة.

ويسعى البلدان إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية والتجارية وتحقيق أهدافهما المشتركة في غرب آسيا من خلال الاستفادة من الطرق البرية الجديدة (باكستان وأفغانستان).

إن التطورات العالمية والأحداث الجيوسياسية قد عززت التعاون بين إيران والصين وفهما أعمق له. وقد شهدت هاتان الدولتان اللتان تتمتعان بتاريخ وحضارة عريقة، مثالا واضحا على هذا التعاون على طريق الحرير، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، وتحتاجان إلى إعادة تعريفه للقرن المقبل.

وفي السنوات الأخيرة، عززت إيران والصين علاقاتهما الاقتصادية في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة، البنى التحتية، التجارة، التكنولوجيا والاستثمار المشترك.

مهدت التغيرات في السياسات الدولية والتطورات الجيوسياسية، خاصة بعد صدمة التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، الأحادية الغربية، وحرب الـ 12 يومًا بين إيران والكيان الصهيوني، الطريق لتوسيع هذه العلاقات.

ونظراً للحاجة إلى خلق تعاون مفيد للطرفين ومتبادل المنفعة على أساس المصالح والقيم المشتركة، فإن هناك إمكانات كبيرة لإعادة تعريف العلاقات الإيرانية الصينية.

يمكن أن يكون ارتباط الصين بغرب آسيا عبر شرق إيران (باكستان وأفغانستان)، وآثاره على العلاقات الاقتصادية وعلاقات النقل بين إيران والصين، أحد المحاور الرئيسية للتعاون بين البلدين من أجل تعزيز العلاقات وتسهيل التبادلات التجارية.

تسعى الصين بصفتها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي الخارجي في غرب آسيا وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول المنطقة. وفي هذا الصدد، تم تحديد طريقين رئيسيين لربط الصين بغرب آسيا عبر إيران:

أولاً، الاتصال بالممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)

وثانيًا، استخدام طريق "واخان" في أفغانستان.

يعتبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، الذي يجري تطويره باستثمارات تبلغ حوالي 60 مليار دولار، مشروعًا رئيسيًا في استراتيجية "الحزام والطريق" (BRI) الصينية انطلاقًا من مينائي "جوادر" و"كراتشي" في باكستان، ويربط هذا الممر غرب الصين، ويمكن أن يكون جسرًا يربط الصين بغرب آسيا.

ووفقًا لخبراء النقل والمواصلات، فإن ميناء "تشابهار" الإيراني ليس منافسًا طبيعيًا لميناء "جوادر" الباكستاني، ولكنه قد يكون مكملًا فعالًا له، مما يجعله خيارًا مرغوبًا فيه لبكين. كما أن ربط خطوط الطرق والسكك الحديدية في "تشابهار" بشبكة الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان لن يقلل من وقت وتكلفة نقل البضائع فحسب، بل سيزيد أيضًا من أمن سلسلة التوريد الصينية في مواجهة الأزمات الجيوسياسية.

من ناحية أخرى، تم اقتراح ممر "واخان" في أفغانستان أيضًا كطريق استراتيجي آخر لربط الصين بغرب آسيا. وقد حظي هذا الطريق، الذي يوفر للصين، بفضل موقعه الجغرافي المتميز، إمكانية الوصول إلى أسواق وسط وغرب آسيا، باهتمام متزايد مؤخرًا.

ويُعد قرار حكومتي إيران والصين بالتعاون مع وسيط الدولة المجاورة لهما، "أفغانستان"، دليلًا على تصميمهما الاستراتيجي والجاد. وبالإضافة إلى تقليل الاعتماد على مضيق "ملقا"، الواقع تحت النفوذ الأمريكي، يسمح هذان الطريقان للصين بالوصول إلى دول غرب آسيا، وحتى أوروبا، عبر إيران وأفغانستان وباكستان.

ونظرا لأن حوالي 90% من التجارة البحرية الصينية تمر عبر مضيق "ملقا"، فإن هذا الربط البري يمكن أن يُمثل استراتيجية رئيسية للحد من المخاطر الناجمة عن التوترات الدولية، وتعزيز الأمن الاقتصادي للصين.

كما يمكن للمشاريع المرتبطة بهذا الممر أو التي تقع تحته (مثل خط سكة حديد خاف-هرات، خط أنابيب إيران-باكستان-الهند، إمدادات الطاقة لمحطات الطاقة الصينية في موانئ "جوادر" و"كراتشي"، محطة الطاقة النووية في "تشابهار"، واستغلال مناجم أفغانستان الغنية، وغيرها) أن تُسهم في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين الصين وإيران عبر باكستان وأفغانستان.

إذن يمكن للبلدين (إيران والصين) الاستفادة بشكل متبادل من هذه الفرصة التاريخية وإعادة خلق النظام الإقليمي من خلال شراكة مربحة للجانبين على غرار طريق الحرير الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة