البث المباشر

ما هي اسباب انتحار جنود الاحتلال الإسرائيلي؟

الأربعاء 21 مايو 2025 - 10:01 بتوقيت طهران
ما هي اسباب انتحار جنود الاحتلال الإسرائيلي؟

عُرف الجندي الإسرائيلي بأنه ضعيف الجلد والصبر في الحروب، حيث إنهم طارئون على هذه الأرض، ولم يكن وجودهم عليها إلا أملاً في العيش بسلام والتمتع بحياة رغيدة على ما يُسمى بـ "أرض الميعاد"، وفقًا للأحلام التي يُسوّقها قادة الاحتلال منذ ما قبل احتلالهم للأراضي الفلسطينية عام 1948.

توقع العديد من المراقبين والمحللين العسكريين صعوبة إطالة أمد العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ 19 شهرًا، إلا أن هذه التوقعات لم تكن دقيقة. ليس بسبب خطأ معرفتهم بطبيعة هؤلاء الجنود، ولكن لأن حسابات حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو لم تأخذ بعين الاعتبار تأثير الضغوط النفسية على قرار الحرب، مما أدى إلى استمرار الحرب لفترة أطول مما يتحمله جنود الاحتلال، وهو ما أثر سلبًا على حالتهم النفسية.

الآثار النفسية الناتجة عن طول خدمتهم في صفوف المقاتلين على الجبهات المختلفة (غزة، الضفة الغربية، لبنان)، والتي أدت إلى انتحار العشرات منهم، وعزوف الآلاف من جنود الاحتياط عن العودة للخدمة، بل وتهرب آلاف آخرين من الاستدعاءات خشية مواجهة أهوال الحرب مرة أخرى.

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نقلت عن مصادر مطلعة أن عدد جنود الاحتلال الذين أقدموا على الانتحار منذ بدء الحرب على غزة حتى نهاية عام 2024 تجاوز 35 عسكريًا، في حين يرفض الجيش الكشف رسميًا عن الأرقام الدقيقة لحالات الانتحار خلال العام الجاري. وأفادت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي دفن العديد من جنوده الذين انتحروا دون إقامة جنازات عسكرية أو الإعلان عن الحوادث رسميًا، وفقًا لمصادر داخل المؤسسة العسكرية.

يواصل جيش الاحتلال تجنيد أفراد من قوات الاحتياط رغم معاناتهم من صدمات نفسية وأمراض عقلية، حيث كشفت المصادر أن أكثر من 9 آلاف جندي يتلقون العلاج من أمراض نفسية منذ بدء الحرب على غزة. ونقلت الصحيفة عن قائد عسكري إسرائيلي قوله: "نضطر إلى تجنيد أشخاص ليسوا بحالة نفسية طبيعية بسبب عدم التزام بعض الجنود بالمشاركة في القتال".

وأشارت مصادر عسكرية إلى أن 7 جنود انتحروا منذ مطلع عام 2025، مرجحة أن السبب الرئيسي يعود إلى استمرار الحرب والضغوط النفسية المتزايدة في صفوف الجنود. وفي شهادة لجندي إسرائيلي أوردتها "هآرتس"، قال: "وضعنا قائدنا أمام خيارين: التهرب من الخدمة العسكرية أو الانتحار".

خلال الأشهر الأخيرة، أشار جيش الاحتلال إلى معاناته من نقص في الجنود النظاميين نتيجة عدم تجنيد الحريديم، إضافة إلى امتناع ما بين 30% و40% من جنود الاحتياط عن الالتحاق بالخدمة، لأسباب من بينها الإرهاق الناجم عن استمرار الحرب. يُتوقع أن يزداد هذا النقص مع تكرار حملات التوقيع على عرائض من قِبل إسرائيليين بينهم عسكريون، تطالب بإعادة الأسرى حتى لو استدعى ذلك وقف الحرب الجارية، وهي العرائض التي أصبحت تعرف إعلاميًا بـ "عرائض العصيان".

في 23 مارس/آذار الماضي، أفادت إدارة إعادة التأهيل بجيش الاحتلال الإسرائيلي بأنها استقبلت نحو 16 ألف جندي منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، من بينهم جنود يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. يُعاني نحو نصف الجنود الذين استقبلتهم مراكز إعادة التأهيل خلال الحرب من اضطراب ما بعد الصدمة، بينهم 2900 جندي يعانون من إصابات جسدية واضطرابات نفسية في آنٍ واحد.

تم تصنيف نحو 6% من الجنود على أنهم مصابون بإصابات متوسطة، بينما يعاني 4% من إصابات خطيرة، وتم إدراج 72 جنديًا ضمن قائمة مبتوري الأطراف، كما يشكل جنود الاحتياط الإسرائيليون نحو 66% من الـ 16 ألف جندي.

في فبراير/شباط الماضي، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن جنود احتياط الجيش الإسرائيلي، الذين أنهوا أشهرًا من الخدمة العسكرية، يطلبون المساعدة بشكل متزايد للحصول على علاج للصحة النفسية. وأشارت الصحيفة إلى إ

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة